عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في إمامة الحسن والحسين (ع)]

صفحة 249 - الجزء 2

  (العقد) للإمام (والاختيار) له من فضلاء الحاضرين، فمتى عُقِدَ له واخْتِيْرَ ثبتت إمامته.

  واختلفوا في عدد العاقدين، فقال الشيخان والقاضي وجمهور المعتزلة: لا بُدَّ من خمسة، كما في العاقدين لأبي بكر، وهم: عمر وأبو عبيدة وعبد الرحمن⁣(⁣١) بن عوف وأُسيد بن حضير⁣(⁣٢) وبشير بن سعد⁣(⁣٣). وقيل: سالم مولى أبي حذيفة مكان عبدالرحمن. وقيل: ستة كالذين نَصَّبهم عمر للشورى. وقيل: أربعة منصب أكثر الشهادة. وقيل: ثلاثة لقول عمر في الشورى: فإن اجتمع ثلاثة وثلاثة فالحق مع الثلاثة الذين فيهم عبدالرحمن. وقيل: اثنان كسائر الشهادات.

  وكل هذه الأقوال هوسٌ وخرافات لا يَلتفِتُ إليها إلَّا مَنْ عَظُمَ جهله؛ لأنه لا أصل لذلك في الدين، إلَّا ما جرى في بيعة أبي بكر وعمر وعثمان من التخاليط.

  قال # في الرد عليهم: (قلنا: لم يُثبته الشرع؛ لفقد الدليل على ثبوته).


(١) عبد الرحمن بن عوف، أبو محمد، القرشي، الزهري، أسلم قديماً وهاجر، وشهد المشاهد. توفي سنة إحدى - أو ثلاث - وثلاثين، ودُفن بالبقيع. قلت: وما وقع منه يوم الشورى من ميله عن أمير المؤمنين وعدوله إلى عثمان، وقول أمير المؤمنين #: (والله ما فعلتها إلا أنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه)، ودعا عليه وعلى عثمان، واستجاب الله دعوته، ففسد الحال بينهما، وتعاديا، ولم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن - كلّ ذلك مشهور، وعند جميع الطوائف على الصحائف مسطور، وإلى الله ترجع الأمور. (لوامع الأنوار باختصار).

(٢) أَسِيد (بفتح الهمزة، وكسر المهملة) ابن حضير (بمهملتين) - قلت: وفي الخلاصة: أُسيد (بالضم) ابن حضير (بمهملة ثم معجمة مصغراً) ابن سماك، الأشهلي، البدري، أبو يحيى؛ أحد النقباء، أسلم بعد العقبة الأولى. إلى قوله: توفي بالمدينة، سنة عشرين، في شعبان؛ وقبره بالبقيع. (لوامع الأنوار باختصار). وذكر في اللوامع أيضاً أنه كان رئيس الأوس، وأنه بايع أبا بكر، وأنه ممن ذهب مع عمر إلى بيت فاطمة & لإخراج أمير المؤمنين # ومن معه بالقوة إلى بيعة أبي بكر.

(٣) بشير بن سعد بن ثعلبة الجلاس (بضم الجيم، وباللام مثقلاً) الأنصاري، الخزرجي. بدري، عقبي، شهد أحداً والخندق، وقتل بعين التمر، سنة ثلاث عشرة مع أبي بكر. قلت: وهو أول من بايعه من الأنصار. (لوامع الأنوار باختصار).