(فصل: في ذكر العقل)
  عبَّروا به عن متحيزٍ، وربما عبَّروا به عن عَرَضٍ، وربما عبَّروا به عن حال، ذكره الإمام المهدي(١) # في الدامغ. قال القرشي(٢): والذي أراده الفلاسفة هو العقل الفعال الذي يؤثر في النفوس المؤثرة في الأجسام بزعمهم الفاسد.
  وقال (بعضهم) يعني(٣): بعض الفلاسفة: (بل) العقل (جوهر لطيف).
  قال الإمام المهدي #: وكأن هؤلاء يجعلونه كالنور؛ لأنهم يجعلون النار لطيفة؛ لمداخلتها الأجزاء من خلف الحوائل.
  وقال (بعض الطبائعية: بل) العقل (طبيعة مخصوصة)، كأنهم يريدون بالمخصوصة غير الطبائع الأربع أو الخمس التي هي المؤثرة بزعمهم في الحوادث. والطبائعية: كل من أضاف التأثير إلى الطبع كالفلاسفة والمنجِّمة، وكذلك من زعم أن الأعراض الحالَّة في الجمادات حدثت بطبع الأجسام، وأن المتولدات حدثت
(١) هو الإمام المهدي لدين الله أبو الحسن أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل الكبير بن عبدالله الحجاج [١] بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم $. قيامه: بعد وفاة الإمام الناصر صلاح الدين #، وله من العمر ثماني عشرة سنة، توفي بالطاعون الكبير في صفر سنة أربعين وثمانمائة، مشهده بظفير حجة، عمره خمس وستون سنة. ومن كراماته #: أنه وضع يده الشريفة على صبي قد بلغ الحلم وهو أخرس لا يتكلم ثم تلا عليه، ثم قال له: قل لا إله إلا الله، فنطق بها الصبي مفصحاً حتى سمعه أهل الجمع. ومن مؤلفاته: كتاب البحر الزخار، ومتن الأزهار وشرحه الغيث المدرار أربعة مجلدات في الفقه، وغير ذلك. (التحف باختصار).
(٢) يحيى بن الحسن بن موسى المعروف بالقرشي الصعدي، الفقيه، عماد الدين العلامة، كان فقيهاً، صدراً، عالماً، لساناً في المتكلمين، وعمدة في الموحدين، له: العقد في أصول الفقه، والمنهاج المعروف بمنهاج القرشي في أصول الدين. كان في زمن الإمام صلاح الدين محمد بن علي بن محمد #، وتوفي سنة ٧٨٠. انتهى. (طبقات الزيدية باختصار).
(٣) في (أ، ب): أي.
[١] سمي الحجَّاج لكثرة حجه. ذكره في التحف، ومطلع البدور.