عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في التفضيل)

صفحة 259 - الجزء 2

  وغير ذلك كثير مما تواتر معناه وأفاد العلم قطعاً، وأجمعت الأُمة على أنه # أعلم الصحابة وأزهدهم، وأورعهم وأشجعهم، وقد رُوي بإسناد صحيح أنه كان يُصلي في كل ليلة ألف ركعة⁣(⁣١)، وحفر سبعمائة بئرٍ لله سبحانه، وأعتق ألف مملوكٍ لوجه الله سبحانه.

  وقال البُستي في المراتب: إنه # عَمَرَ طريق مكة، وأخرج بينبع مائة عين واشترى ببعضها ألف نسمة وأعتقها ووقف الباقي إلى يومنا هذا، وكان مع ذلك يصوم النهار ويُصلي في الليل والنهار ألف ركعة، ثم نقول على جهة الإجمال؛ لأن حصر الفضائل مُتَعَذِّرٌ أو مُتَعَسِّرٌ.

  ([لنا⁣(⁣٢)]: لو وُزِنَ أعمالُ الوصي علي # بأعمال من ذُكِر) أي: من ذكره


= علي # والحسنان @ وابن عباس وابن مسعود وجابر بن عبدالله وأبو سعيد الخدري وأبو بكر وعمر بن الخطاب وابن عمر وأنس بن مالك والبراء بن عازب وأبو رافع ومالك بن الحويرث وأبو هريرة وعائشة وأسامة بن زيد وبريدة وحذيفة بن اليمان وقرة بن أياس وغيرهم.

(١) رواه في أنوار اليقين الإمام الحسن #، وقال السيد يحيى بن المهدي # في كتاب صلة الإخوان: وكنا نسمع ونرى في كتب العبادات عن أمير المؤمنين # أن أوراده الصالحة في اليوم والليلة ألف ركعة غير الأذكار وإملاء الحكمة، وفي أنوار اليقين للإمام الحسن #: وعن الباقر: والله إن كان علي ليأكل أكل العبد ... إلى أن قال: وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وروى ذلك العنسي في الإرشاد.

مع أن علي بن الحسين زين العابدين كان ربما يصليها، ذكره الإمام زيد بن علي # في المجموع، ورواه الموفق بالله في سلوة العارفين عن محمد بن علي الباقر #، وذكر ذلك اليعقوبي في تاريخه، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الباقر #، وعن مالك بن أنس، وذكر ذلك ابن حجر في الصواعق المحرقة، ورواه الملا القاري في مرقاته، وروى ذلك الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح عن سعيد بن المسيب قوله في زين العابدين #: وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية.

فإذا عرفت ذلك فزين العابدين # لم تكن عبادته مثل عبادة أمير المؤمنين # فقد روى الموفق بالله # في سلوة العارفين عن محمد الباقر # أنه دخل على أبيه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم أرَ أحداً قط بلغه ... إلى أن قال: فرأيته بحال لم أملك أن بكيت من رحمته فإذا به يفكر ثم قال: يا بني أعطني تلك الصحف التي فيها عبادة أمير المؤمنين ... إلى أن قال: من يقوى على عبادة علي #.

(٢) ساقط من النسخ الثلاث، وثابت في المتن.