(فصل:) [في بيان من هي أفضل نساء النبي ÷]
  وروى صاحب البُلغة إجماع أهل البيت $ على ذلك.
  وروى أبو العباس الحسني # في المصابيح بإسناده إلى عبد الله بن الحسن # قال: لَمَّا نزل قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر ١] قال رسول الله ÷: «نُعِيَتْ إليَّ نفسي» وعَرَفَ اقتراب أجله فدخل منزله ودعا فاطمة & فوضع رأسه في حجرها ساعةً ثم رفع رأسه وقال: «يا فاطمة يا بُنَيَّة، أُشْعِرْتُ بأن نفسي قد نُعِيَتْ إليَّ»(١)، فبكت فاطمة عند ذلك حتى قطرت دموعها على خدِّه فرفع رأسه إليها ونظر فقال: «أما إنكم المستضعفون المقهورون بعدي فلا [تَبْكِيَنَّ(٢)] يا بُنَيَّة فإني قد سألت ربي أن يجعلك أول من يلحق بي من أهل بيتي، وأن يجعلك سيدة نساء أُمتي ومعي في الجنة فأُجِبْتُ إلى ذلك»، فَتَبَسَّمَتْ فاطمة عند ذلك ونساء النبي ÷ ينظرن إليها حين بكت وحين تَبَسَّمت فقال بعضهن: ما شأنك يا فاطمة تبكين مرةً وتَبَسَّمِين مرةً؟ فقال رسول الله ÷: «دعي ابنتي».
  وكان(٣) وفاتها رضوان الله عليها لثلاث خَلَتْ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
= «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة»، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وروى البخاري في صحيحه عن عائشة عن فاطمة من جملة خبر: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين»، ورواه البغوي في شرح السنة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن الأثير في الكامل.
(١) رواه الإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموعه في تفسير سورة النصر، وابو العباس الحسني # في المصابيح روى القصة كاملة، وروى الحديث: «نعيت إلي نفسي ..» أحمد في مسنده عند نزول سورة النصر عن ابن عباس، وروى الحديث في سنن الدارمي في تفسير النصر، وروى بعده قوله ÷ لفاطمة &: «لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي ... إلخ»، وروى هذا أيضاً الطبراني في الكبير والأوسط، وكذلك البيهقي في دلائل النبوة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن سعد في الطبقات.
(٢) في الأصل: تبكنَّ. وما أثبتناه من (أ، ب).
(٣) في الأصل: «وكانت». وما أثبتناه من (أ، ب).