عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر محل العقل وماهيته والخلاف في ذلك]

صفحة 68 - الجزء 1

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# والمعتزلة: بل هو الضرورية)، وهي عندهم مجموع علوم عشرة⁣(⁣١). قالوا: وسُمِّيت عقلاً تشبيهاً بالمعنى اللغوي لمَّا كانت تمنع صاحبها من ارتكاب القبائح.

  قال: (وهي(⁣٢)) أولها: العلم بالنفس⁣(⁣٣)، أي: بوجودها وأحوالها من كونه مشتهياً ونافراً وآلماً وملتذاً ونحو ذلك.

  وثانيها في القوة والجلاء: العلم بالمشاهَد عند سلامة الأحوال، فإن هذين العلمين يحصلان للرضيع في مهده، فهما أجلى وأقوى مما بعدهما. ويتبع العلم بالمشاهد العلمُ بأن ما لم يدرك في الحضرة من المدركات فليس موجوداً. ويتبع ذلك العلمُ بأنه لو كان في الحضرة موجوداً لرآه.

  وثالثها: العلم بالبَدَايِهِ، نحو كون العشرة أكثر من الخمسة، ونحو ذلك، وهو دون الأوَّلَيْنِ في القوة والجلاء؛ إذ لا يحصل للطفل في مهده، وهو أقوى مما بعده؛ إذ لا يصح حصول ما بعده إلا بعد حصوله في الغالب.

  ورابعها: العلم بحصر القسمة الدائرة، كالعلم بأن المعلوم لا يخلو: إما أن يكون موجوداً أو معدوماً، وأن الموجود: إما قديمٌ أو محدثٌ. ويتبع ذلك العلم باستحالة حصول الجسم الواحد في الوقت الواحد في مكانين، ونحو ذلك.

  وخامسها في مرتبة القوة والجلاء: العلم بتعلق الفعل بفاعله على سبيل الجملة،


(١) جمعها الإمام المهدي # في قوله:

فعلم بحال النفس ثم بديهة ... كذا خبرة ثم المشاهد رابع

ودائرة والقصد بعد تواتر ... جلي أمور والتعلق تاسع

وعاشرها تمييز حسن وضده ... فتلك علوم العقل مهما تراجع

(الإيضاح في شرح المصباح).

(٢) ساقط من (أ، ب).

(٣) في (ب): «بحال النفس».