عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في المحتسب]

صفحة 282 - الجزء 2

  (ولا) يجوز له أيضاً (إقامة الجمعة ولا الحدود) كقطع يد السارق وجلد الزاني والقاذف (ولا نحو ذلك مما يختص الإمام) كغزو البُغاة إلى ديارهم على رأي. وجَوَّزه الإمام الحسين بن إسماعيل الجرجاني # والحاكم أبو سعيد وغيرهما؛ وإنما كان ذلك إلى الإمام وحده لِمَا رُوي عنه ÷ أنه قال: «أربعة إلى الولاة: الحدُّ والجمعة والفيء والصدقات»⁣(⁣١). ذكره في الشفاء وغيره.

  وروي في الشفاء عن الفضل⁣(⁣٢) بن شِروِين أنه يجوز إقامة الحدود على الأحرار والمماليك في غير وقت الأئمة لغيرهم من المسلمين؛ لئلا تضيع الحدود.

  وقال الفقيه حُميد الشهيد |: وقد قيل: إن الإجماع منعقد على خلاف هذا القول فلا يُعْتَدُّ به بعد سبق الإجماع له.

  (ويجوز للمسلمين) مع المحتسب وغيره (غزو الكفار إلى ديارهم للسبي والنهب) لأموالهم (وإن عدم الإمام في الناحية)؛ وذلك (للإجماع) من علماء الأمة (على إباحتهما) أي: إباحة سبي الكفار ونهبهم، ولا دليل على اشتراط الإمام في غزو الكفار إلى ديارهم، ولقول علي #: (لا يُفسد الجهاد والحج جَوْرُ جائرٍ، كما لا يُفسد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غلبةُ أهل الفساد).

  ولأنه قد رُوي عن أقوام صالحين أنهم حاربوا وغزو الكفار مع الفسقة ولم يُحفظ عن أحدٍ من السلف إنكار ذلك.


(١) رواه الأمير الحسين # في الشفاء، والإمام يحيى بن حمزة # في الانتصار، وروى الإمام زيد بن علي # في مجموعه عن آبائه $ عن علي # أنه قال: «خمسة أشياء إلى الإمام: صلاة الجمعة والعيدين، وأخذ الصدقات، والحدود، والقضاء، والقصاص».

(٢) الشيخ الوحيد، نادرة زمانه، قدوة الفضلاء أبو الفضل العباس بن شروين سيرانا |. قال الحاكم: عالم متكلم أديب فصيح زاهد. قيل: كان يحفظ مائة ألف بيت، وله كتب في الكلام حسان، مواعظه تشبه كلام الحسن، قرأ على قاضي القضاة، ورجع إلى بلده ودرس هنالك، وقصر أيامه على العلم والعمل، وكان يدعو إلى التوحيد والعدل بقوله وفعله. قال العلامة محمد بن سليمان | في (كتاب الروضة) أبو الفضل بن شروين من علماء الزيدية. (مطلع البدور باختصار). وعبارة الشفاء وذكر الشيخ العالم أبو الفضل بن ... إلخ.