(فصل:) [وخطايا الأنبياء لا عمد فيها]
  وحكى مصنف الباهر عن الناصر # أنه قال بعد أن سأل نفسه عن علامة الصغائر الممحضة المغفورة، فقال: إن الصغائر مثل ما ذكرته اللَّكْزَة والكذب في غير الإصرار، وترك الأدب، غير أني أُوْثِرُ ترك وصف الصغيرة من الكبيرة؛ ليكون التوقي للصغيرة والكبيرة معاً؛ إذ كانتا جميعاً معصية وكانتا مُوجبتين للعقاب: إمَّا في العاجل وهو عذاب الصغائر، وإمَّا في الآجل وهو عذاب الكبائر؛ ليحذر من ظن أنه مواقع صغيرة أن تكون كبيرة فيستوجب العقوبة، ويتجنب الجميع. انتهى.
  وحكى البُستي(١) عن الناصر # أنه قال: إنَّ كل من ارتكب ما حرَّم الله عمداً مع علمه أن الله حرّمه، وكذلك ما حرم رسوله، وكذلك ما حرَّم الأُمة إذا ارتكب مع العلم متعمداً فهو مرتكب الكبيرة، وما عدا ذلك صغائر، كإتباع النظرة النظرة، والكذب في غير إصرار، وكاللكزة الخفيفة، وقول القائل لأخيه: أخزاه الله، أو يقول: يا كذاب وهو في ذلك غير متعمد، وما أشبه ذلك فإحصاء جميعه يكثر. انتهى.
(فصل:) [وخطايا الأنبياء لا عمد فيها]
  قال (الهادي والناصر @ وبعض البغدادية) وهو قول جمهور أئمة أهل البيت $: (وخطايا الأنبياء $ لا عمد فيها)؛ إذ لا يجوز عليهم À تَعَمُّدُ عصيان الله تعالى؛ لمكان العصمة والطهارة والتزكية.
  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#) وبعض المتأخرين (والبصرية) من المعتزلة: (بل هي عمد) منهم وإنما وجب القطع بصغرها لكثرة ثوابهم.
  (لنا قوله تعالى) في خطيئة آدم #: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}) [طه ١١٥]، [أي: عزماً(٢)] على فعل المعصية، بل ارتكبها
(١) في (أ): وحكى البستي أيضاً.
(٢) ناقص في (أ، ب).