(فصل:) [وخطايا الأنبياء لا عمد فيها]
  ناسياً. هكذا ذكره الهادي #، وقد ذكرته في الشرح.
  وقال الإمام القاسم بن علي العياني #: ولم نجد له عزماً على افتقاده لنفسه من الغفلة والسهو، وهو قريب من كلام الهادي #.
  وقال صاحب الكشاف: العزمُ: التصميمُ والمُضي على ترك الأكل.
  قال: وأولو العزم من الرسل هم أهل الجهاد والصبر.
  وقال بعضهم: أولوا العزم هم كل الأنبياء $.
  ولم يتخذ الله نبياً إلَّا كان ذا عزمٍ، وإنما دخلت «مِنْ» للجنس لا للتبعيض، وهذا قول جماعة من أهل التفسير، وقوَّاه الإمام محمد بن المطهر # في عقود العِقْيَان، وهو الأولى، والله أعلم.
  (و) لنا أيضاً في خطيئة يونس # (قوله تعالى): {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء ٨٧]، أي: لن نضيق عليه، أي: لا نؤاخذه) في ذهابه مغاضباً لقومه، ومثل هذا ذكره الديلمي # في البرهان وصاحب الكشاف.
  وقال الهادي #: إنما كان ذهابه غضباً على قومه واستعجالاً منه دون أمر ربه إلى قوله #: [«فظن أن لن نقدر عليه» أي: أفظن؟ على معنى الاستفهام ولم يكن ظن ذلك #(١)]. قال: وهذا مما احتججنا به في طرح الألف التي تطرحها العرب وهي تحتاج إلى إثباتها، وتثبتها في موضع وإن لم تحتج إليها ... إلى آخر كلامه #.
  (قالوا) أي: مخالفونا: (ما تعمده الأنبياء عليهم [الصلاة] والسلام) من المعاصي (فصغير؛ لكثرة ثوابهم) كما سبق ذكره عنهم.
  (قلنا:) كثرة الثواب لا تأثير لها في جعل المعصية صغيرة (قال الله تعالى) في حق نبينا(٢) ÷ وهو سيد الأنبياء وأفضلهم وثوابه أكثر: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ
(١) ساقط من (أ).
(٢) في الأصل و (ب): نبينا محمد. وما أثبتناه من (ب).