عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(تنبيه)

صفحة 326 - الجزء 2

  اسم الكفر⁣(⁣١).

  (وقد ثبت النص) من الشارع (على إطلاقه) أي: اسم الكفر (على الإخلال بالشكر) كما (قال تعالى): {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ) فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}⁣[النحل ١١٢]، فَعَلَّق الكفر بالنعم وصَرَّح بأن الإخلال بالشكر كفر.

  (ولأن الفسق): هو (الخروج من الحَدّ) في عصيان أهل الكفر (عرفاً) أي: في عرف اللغة كما مَرَّ، (فإذا جاز إطلاقه) أي: الفسق مع كونه أعظم في الذم لبعض الكفار من بعض (على فعل الكبيرة) مع عدم جحد صاحبها (فبالحريِّ) أي: فبالأولى أن يجوز إطلاق (ما هو دونه) على فعل الكبيرة، أي: دون الفسق (وهو الكفر عرفاً) أي: الكفر في عرف اللغة، وهو الإخلال بالشكر، فثبت بذلك أن مرتكب الكبيرة يُسَمَّى فاسقاً وكافر نعمة.

(تنبيه)

  قال الإمام المهدي #: والإمام اسمٌ لمن لا درجة فوقه في التعظيم من الآدميين غير الأنبياء $، والمؤمن اسم لمن هو دونه في الدرجة، والكافر اسم لمن يستحق أعظم أنواع العقاب.

  قال النجري: وفيه تسامح مُخِلٌّ؛ لأنه لا يشمل من الكفار إلَّا أشدهم عذاباً كآل فرعون، وأيضاً فإنه لا يُعرف كون المكلف يستحق أعظم أنواع العقاب إلا بعد المعرفة بأنه كافر، فتعريف الكافر باستحقاق أعظم أنواع العقاب دَوْرٌ.

  قال الإمام المهدي #: والفاسق دونه - أي: دون الكافر - في العقاب.

  قال النجري: المشهور من كلام أصحابنا وأكثر المعتزلة أن عقاب أدنى


(١) أي: كفر النعمة. من هامش (أ).