[ذكر الموالاة والمعاداة وما يلحق بذلك]
  أشبههن من الْمُردان) أي: فهم كفار كالمجبرة والمشبهة، لا أنهم كالمجبرة والمشبهة في التأويل؛ لأنَّ كُفْرَ هؤلاء تصريحٌ اتفاقاً؛ لأنهم باطنية وإن تستروا بالإسلام.
  وإن فرضنا أنهم ليسوا باطنية فهم حُلُولية حيث قالوا: إنه تعالى يحلّ في الصور الحسان (عشقاً منه لها تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ومن وصف الله سبحانه بالحلول في المخلوق ونسب إليه العشق فقد كفر إجماعاً، وذلك كفر تصريح لا تأويل.
  (و) كذلك القول في الإباحية الذين يقولون: (إن أموال الناس) المحرمة حلال (والفروج المحرمة حلال، وليس المراد بالجنة) التي وعدها الله المتقين (إلَّا وصل الحبيب) أي: محبوبهم (و) ليس المراد (بالنار) التي أعدها الله للكافرين والفاسقين (إلَّا هجره) أي: هجر الحبيب، وينفون الجنة والنار ولا يُثبتونهما؛ فهم كفار تصريح اتفاقاً، وهم من الباطنية؛ (للآية) المتقدم ذكرها، (ولردّهم أيضاً ما عُلِمَ أنه من الدين ضرورةً) أي: بضرورة العقل، وذلك تحريم أموال الناس ودمائهم والزنا ونحو ذلك، (وهو) أيضاً (تكذيبٌ لله ولرسوله) وذلك واضح.
  (وكذلك القول فيمن وَالَى كافراً) أي: أحبَّه أو فعل ما ظاهره المحبة؛ (لقوله تعالى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}) [المائدة ٥١]، أي: كافر مثلهم في الكفر، وهذا نص صريح في كفر من وَالَى كافراً.
[ذكر الموالاة والمعاداة وما يلحق بذلك]
  قال الإمام المهدي #: وحقيقة الموالاة للغير: هي أن تُحِبَّ له ما تُحِبُّ لنفسك وتكره له ما تكره لها، كما نَبَّهَ عليه قوله ÷: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرى لأخيه المؤمن ما يرى لنفسه، ويكره له ما يكره لها»(١) أو كما قال.
(١) رواه الإمام المهدي # في تكملة الأحكام، وروى قريباً منه الإمام أبو طالب # في الأمالي =