عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر التكفير للذنوب

صفحة 365 - الجزء 2

  من أسباب التوبة لمن وَفَّقَهُ الله سبحانه إليها.

  قال الله سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد ١٧]، ومن الهدى: التوفيق إلى التوبة، فإذهاب السيئات بالحسنات هو ما عرفناه بالأدلة من كون الحسنات من أسباب التوبة المُذهبة للسيئة، وكذلك القول في الأمراض.

  وأما خبر عائشة عن النبي ÷: «ومن وُعِكَ ليلة ...» الخبر فلا يبعد أن يجعل الله سبحانه عقاب بعض المعاصي المُتَعَمَّدَةِ في الدنيا كما قال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وفي قراءة بعضهم: {فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}⁣[الشورى ٣٠]. انتهى.

  قلت: وهذا مثل كلام الناصر # الذي تَقَدَّم ذكره من رواية البُستي عنه، وهو قريب من كلام الجمهور من وجه.

  وتحتمل الآية معنىً آخر، وهو أن يكون معناها: إن الحسنات لطفٌ في تجنب السيئات على طريقة قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}⁣[العنكبوت ٤٥].

  وقد فُسِّرت الآية بذلك وهو معنىً حسنٌ قويمٌ، والله أعلم.

  وإلى هنا انتهى بنا الكلام في القسم الثالث من أقسام هذا الكتاب المبارك.