(فصل:) [والثواب والعقاب مستحقان عقلا وسمعا]
  مخلداً فيها، ومن تردى من جبل فهو يتردى من جبل في النار خالداً مخلداً، ومن وَجَأَ نفسه بحديدةٍ فحديدته في يده يَجَأُ بها بطنه في النار خالداً مخلداً»(١).
  والمعلوم أن هذه الأفعال إنما تقتضي الفسق. ذكر هذا الإمام المهدي #.
  وروى الهادي # بإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: «من اقتطع حق مسلمٍ بيمينه حَرَّمَ الله عليه الجنة وأوجب له النار»، قيل: يا رسول الله، وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: «وإن كان قضيباً من أراك» قال ذلك ثلاث مرات.
  وروى البخاري بإسناده إلى أبي هريرة من حديث طويل عن النبي ÷ أنه أمر بلالاً فنادى في الناس: «أنه لا يدخل الجنة إلَّا نفسٌ مسلمةٌ، وأن الله لَيُؤَيِّدُ هذا الدين بالرجل الفاجر»(٢).
  وروى البخاري أيضاً بإسناده إلى عبدالله بن عمرو [أنه(٣)] قال: كان على ثقل(٤) رسول الله ÷ رجل يقال له: كَرْكَرَةَ فمات فقال رسول الله ÷: «هو في النار»(٥) فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غَلَّها.
(١) أخرجه المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والمرشد بالله في الأمالي، ورواه مسلم في صحيحه، وابن ماجه في سننه روى بعضه، وروى أحمد في مسنده، والبخاري في صحيحه عن ثابت بن الضحاك وعن أبي هريرة، والنسائي في سننه، والترمذي في سننه وصحيحه، ورواه الدارمي في سننه، والبيهقي في سننه، والطبراني في الكبير والأوسط، وابن حبان في صحيحه، والطيالسي في مسنده، وعبدالرزاق في مصنفه، ومعمر بن راشد في جامعه، ورواه تمام في فوائده والبغوي في شرح السنة وغيرهم كثير.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، ورواه مسلم في صحيحه، وعبدالرزاق في مصنفه، وأحمد في مسنده، والطبراني في الأوسط والصغير بلفظ: «إلا مؤمن»، ورواه الشهاب القضاعي في مسنده، والبغوي في شرح السنة وغيرهم كثير.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (أ): «عهد».
(٥) رواه البخاري في صحيحه، وعبدالرزاق في مصنفه، ورواه ابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في سننه، والخطيب في الكفاية، وأبو نعيم في المعرفة، وسعيد بن منصور في سننه، وغيرهم.