(فصل): في ذكر شفاعة النبي ÷
  (وقوله ÷: «لا يدخل الجنة بخيل»)(١)؛ وذلك لأن البخل يحمل صاحبه على ترك الإنفاق فيما يجب؛ ولهذا ورد في الخبر عن النبي ÷ أنه قال: «البخل شجرة في النار من تَعَلَّقَ بغُصن منها دخل النار، والكرم شجرةٌ في الجنة من تَعَلَّق بغُصنٍ منها دخل الجنة»(٢) أو كما قال. رواه أبو طالب في أماليه.
  (إلى غير ذلك) من الأخبار المُصرحة بنفي الشفاعة لأهل الكبائر، نحو ما أخرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال «لا يدخل الجنة سيئُ المَلَكَة»(٣).
  وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجه(٤) عن النبي ÷ أنه قال: «من قَتَلَ معاهداً لم يُرِحْ رائحة الجنة وإن ريحها ليُوجد من مسيرة أربعين عاماً»(٥)، وغير ذلك؛ فثبت ما ذهبنا إليه وبَطَلَ ما اغْتَرَّ به المخالف.
(١) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وأحمد في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان كلهم عن أبي بكر، ورواه تمام في فوائده عن ابن عباس، والترمذي بلفظ: «... خب ولا منان ولا بخيل ..» وحسنه، وابو يعلى في مسنده، وابن عدي في الكامل، وروى نحوه الطبراني في الكبير بلفظ: «الشحيح لا يدخل الجنة».
(٢) رواه في أمالي أحمد بن عيسى # بلفظ: حدثنا محمد قال: حدثني أحمد بن صبيح عن حسين بن علوان عن جعفر عن أبيه ... إلخ، والإمام الهادي # في الأحكام، رواه البيهقي في شعب الإيمان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، والخطيب في تاريخ بغداد عن جابر، وأبو نعيم في الحلية.
(٣) رواه الموفق بالله # في سلوة العارفين، ورواه في الكامل المنير، ورواه الطبراني في الأوسط، والبغوي في شرح السنة، والترمذي في سننه، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان، وأحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والخطيب في تاريخ بغداد، وأبو يعلى في مسنده، والبزار في مسنده، ورواه في جامع معمر بن راشد، وابن أبي عاصم في الزهد، وعبدالرزاق في مصنفه.
(٤) محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، ابن ماجه: من أهل قزوين. رحل إلى البصرة وبغداد والشام ومصر والحجاز والري، في طلب الحديث. وصنف كتابه (سنن ابن ماجه - ط) مجلدان. وله (تفسير القرآن)، وكتاب في (تاريخ قزوين). [مولده ووفاته] ٢٠٩ - ٢٧٣ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٥) رواه البخاري في صحيحه، وابن ماجه في سننه، والبزار في مسنده، والنسائي في سننه، وأحمد في مسنده، والبيهقي في سننه، وابن أبي عاصم في السنة، وابن أبي شيبة في مصنفه عن عبدالله بن عمرو.