عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر عذاب القبر

صفحة 388 - الجزء 2

(فصل): في ذكر عذاب القبر

  قال الإمام المهدي # في الغايات: اعلم أنَّ المتكلمين ذكروا مسائل مما وردت به الآثار في عذاب القبر وما بعده، ولا وجه لتخصيص ذلك بالذكر إلَّا كون العلماء اختلفوا في تصحيحه.

  قال: وقد جاء في أشراط الساعة ما اختُلف في تصحيحه وتصحيح حمله على ظاهره، كالدَّجَّال في صفته وتعيينه، ونزول عيسى، وارتفاع الكعبة والقرآن، وخروج الدابَّة، والنار من عدن، ونحو ذلك.

  قال: ونحن نذكر ما ورد في ذلك.

  قلت: قد ذكره في الغايات تركته اختصاراً وذكرت بعضه في الشرح.

  قال (أئمتنا $ والجمهور) من المعتزلة وغيرهم: (وعذاب القبر ثابت) لأهل النار، (خلافاً لقديم قولي) الإمام (أحمد بن سليمان #) فإنه نفاه في حقائق المعرفة، وأثبته في كتاب الحكمة الدرية.

  قال في الحقائق: والخلاف في إحيائه في القبر وإماتته ميتة ثانية، فأما عذاب القبر للعاصين فنقول به ونُصَدِّق به، وقد ورد في ذلك أخبار عن النبي ÷ ولم يأت في وقته أثر، والله أعلم، ونحسب أنه عند بعثه، والله أعلم.

  والمُعَوَّلُ عليه عندنا: أنه يُعَذَّبُ عند بعثه ونشره.

  قال #: ويؤيد ما قلنا قول زيد بن علي #: أيها الناس، إن الله خلقكم ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، جعل موتاً بين حياتين: موتاً بعده حياة، وحياة ليس بعدها موت. انتهى.

  (و) كذلك خالف فيه (الموسوي) وهو أبو القاسم المرتضى⁣(⁣١)، قيل: وهو قول الناصر وابني الهادي، ورواه الإمام المطهر عن الهادي #، (و) هو أيضاً قول (يحيى بن كامل) من المجبرة (وغيرهم) كبشر الْمَرِيْسِي وغيره من


(١) في (أ، ب): أبو القاسم المرتضى علي بن الحسين.