عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والقيامة)

صفحة 397 - الجزء 2

  وقد ذكر الإمام المهدي # من أحوال يوم القيامة عشرين حالة وبعضُها فضلاً عن كلها يُوجب للخلائق العلم البت بالله سبحانه وبالمجازاة.

  (قال الله سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}) [فصلت ٥٣]، أي: أن الله تعالى حق وما وَعَدَ وأوعد به صِدْقٌ (فتتم حينئذٍ غبطة المطيعين) لله تعالى بما يرونه من الكرامة لهم، وتتم (وتعظم) أيضاً (حسرة المُصِرين) على المعاصي غير التائبين؛ (ولذلك) أي: ولأجل تمام الغِبطة والحسرة (لم يُعجل الله كل الجزاء في الدنيا)، وأما بعضه فيجوز إيصال شيء من الثواب في الدنيا، لا يُعتد بنقصانه في الآخرة، وكذلك تعجيل بعض العقاب الذي لا يُؤثر في تخفيف العقاب عن المُعَاقَبِ، وقد تقدم ذكر ذلك، وإنما لم يُعَجِّل الله سبحانه كل الجزاء (لعدم تمامه بعدم القطع بكونه جزاءً للمكلفين) من الله تعالى على أعمالهم (ولتنغصه بانقطاعه في حق غيرهم) أي: غير المكلفين؛ (إذ لا بُدَّ من الفناء) للعالم (والإعادة) لجميع المخلوقين؛ (لذلك) أي: ليقع القطع بالجزاء، (كما مَرَّ) في فصل فناء العالم.

  وقال (الزمخشري: يجوز) من الله سبحانه (تعجيل كل العقاب) في الدنيا لبعض المكلفين. ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}⁣[الشورى ٣٠].


= وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في سننه، وابن حبان في صحيحه، والملا في مرقاته، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن كثير في النهاية، وصحه الألباني في السلسلة الصحيحة، ورواه السخاوي في المقاصد، وروى الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس مرفوعاً: «إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يبعثون في أكفانهم ... إلخ». وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة في هذا الحديث: الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد استوعبتها في كتاب شرح الصدور، انتهى. وجعله الألباني في السلسلة الصحيحة في مرتبة الصحيح لغيره، وصححه في صحيح الجامع الصغير، وأخرجه السخاوي في المقاصد، والمتقي الهندي في كنز العمال عن أنس وعزاه إلى سيمويه والعقيلي والخطيب، وعن جابر وعزاه إلى مسند الحارث، وأخرج السخاوي في المقاصد: «أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يبعثون فيها» عن عمر موقوفاً، ورواه ابن المنذر في الأوسط، وروى نحوه عن معاذ موقوفاً.