عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في البعث]

صفحة 399 - الجزء 2

  وقال (أبو هاشم: لا قطع) بذلك؛ إذ يجوز أن يكون البعض لا يستحق البعث فلا يُبعث، وهو مَنْ لم يكن له ثواب؛ لأنه يجوز عنده توفير العوض في الدنيا.

  (لنا: قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}) [الأنعام: ٣٨]، فأخبر سبحانه وتعالى أن كل دابةٍ وكل طائرٍ في الأرض لا بُدَّ من بعثه وحشره، وهذا نص في ذلك.

  وأيضاً لو لم يُعَد بعض ما فيه روح لكان خلقه عبثاً وظلماً.

  (وتُعاد أجزاء الحي كاملاً) من غير نقص شيءٍ منه.

  قال المرتضى #: فأما أولياء الله ومن لم يعصه من خلقه مثل الأطفال وأهل الطاعة فإن الله يبعثهم على أكمل سنٍّ وأحسن مقدارٍ، في أبناء الأربعين سنة، على تلك الصورة يُحشر الشيخ والصبي وجميع المؤمنين.

  حدثني أبي ~ عن أبيه ~ عن جده، عن آبائه، عن علي ~ وعليهم أنه قال: (يحشر الله أولياءه يوم القيامة في أكمل ما كانوا عليه في دنياهم، وفي سن أربعين سنة، ثم يُوصلهم الله سبحانه إلى ما أعَدَّ لهم من ثوابه، وجزيل عطائه). انتهى.

  وأخرج الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «من مات من أهل الجنة وهو صغير أو كبير يدخلون الجنة بني ثلاثين لا يزيدون عليها أبداً، وكذلك أهل النار»⁣(⁣١).

  وأخرج أيضاً عن معاذٍ أن رسول الله ÷ قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً مُرْداً مكحَّلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين [سنة⁣(⁣٢)]»⁣(⁣٣).


(١) رواه الترمذي في سننه، والبغوي في شرح السنة، وابن كثير في النهاية وفي تفسيره، وأفاد السيوطي في الجامع الكبير أنه رواه الترمذي وأبو يعلى والضياء.

(٢) ساقط من (أ).

(٣) روى نحوه الموفق بالله # في سلوة العارفين عن أنس، ورواه الترمذي في سننه عن معاذ بن جبل وحسنه، وأحمد في مسنده عنه، والطبراني في الكبير عنه، وصححه الألباني وغيرهم.