[ذكر الصراط ومعناه]
  الملائكة، وللغرفة سبعون ألف باب على كل باب حاجب، فتقول الملائكة: استأذنوا لنا على ولي الله؟ فتقول الحجاب: إنه ليتعاظمنا أن نستأذن عليه إنه مع أزواجه، فيقولون: لا بُدَّ لنا إنَّا رسل الجبار إليه، فيتناجون بينهم فيقولون: يا ولي الله، الملائكة تستأذن إليك؟ فيقول: ائذنوا لهم، وتلا: {وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}[الرعد]، وقرأ: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}[الإنسان ٢٠] (يعني استئذان الملائكة). انتهى. ذكره العنسي في الإرشاد والحاكم في السفينة وغيرهما أيضاً، وفيه تصريح بعدم الجسر فوق جهنم(١).
  (وما روى ابن البَيِّع(٢)) وهو من خيار الشيعة (بإسناده إلى النعمان(٣) بن سعد قال: كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) فقرأ قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم: ٨٥]، قال: (لا والله ما على أرجلهم يُحشرون ولا يُساقون، ولكنهم يُؤْتَوْنَ بنوقٍ من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها، رحالها الذهب).
(١) رواه العنسي في الإرشاد، وفي الدر المنثور للسيوطي، وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طرق عن علي قال: سألت رسول الله ÷ ... إلى قوله: «والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة ... إلى قوله: وينتهون إلى باب الجنة ..».
(٢) محمد بن عبد الله بن محمد الضبي النيسابوري الحافظ، أبو عبد الله الحاكم المعروف بابن البيع، صاحب المستدرك، روى عن خلائق عظيمة تزيد على ألفي شيخ، وعنه أمم منهم البيقهي، قال الأسنوي: كان فقيهاً حافظاً ثقة حجة، إلاَّ أنَّه كان يميل إلى التشيع، وأثنى عليه عبد الغفار غاية الثناء، عده مولانا صارم الدين في الشيعة وأثنى عليه، توفي ثاني صفر سنة خمس وأربعمائة. (الجداول الصغرى باختصار).
(٣) النعمان بن سعد بن حبتة الأنصاري الكوفي، عن علي # وغيره، وثقه ابن حبان، ولي الكوفة ودمشق، وقتل بالشام سنة أربع وستين، واحتج به الترمذي. (الجداول الصغرى باختصار).