عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الكلام في خلق الجنة والنار وما يتعلق بذلك]

صفحة 415 - الجزء 2

  أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

  (قالوا:) قال تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥} فدلت هذه الآية على أن الجنة قد خُلقت وأن محمداً ÷ رأى جبريل على صورته عندها ليلة المعراج.

  (قلنا: تلك جنة تأوي إليها أرواح الأنبياء À والشهداء) والمؤمنين (في بقية أيام الدنيا) قبل قيام القيامة (لا جنة الخلد التي وُعِدَ المتقون؛ جمعاً بين الأدلة) المفهمة أنها قد خلقت، والأدلة المنافية لذلك.

  وقال (المرتضى) محمد بن يحيى (والمهدي) أحمد بن يحيى @ وهو قول أبي القاسم البلخي وكثير من البغدادية: (لا قطع بأيهما) أي: لا قطع بأنها قد خُلقت، ولا بأنها لم تُخلق.

  قال الإمام #: (قلت: وهو الحق لاحتمال أن يكون) معنى (أُكُلُهَا دائم) أي: (في القيامة) فلا يُنافي عدم خلقها؛ لأن المعنى لا ينقطع أُكلها بعد وجودها (لا في أيام الدنيا)، ومما يلحق بذلك القول في أزواج أهل الجنة.

  قال الإمام أحمد بن سليمان #: اعلم أن الله سبحانه يُزَوِّجُ عبيده من إمائه يوم القيامة بمن يشاء وكيف يشاء، فأما من مات مؤمناً وله زوجة مؤمنة ولم تخلف بعده زوجاً فأحسب - والله أعلم - أنها زوجته في الجنة، وكذا لو ماتت ولم يتزوج أختها ولا من يحرم عليه الجمع بينهما، فإن تزوج أختها بعدها أو عمتها أو خالتها فإن زوجته في الجنة الأخرى دون الأولى.

  وإن مات وتزوجت بعده فهي للزوج الآخر في الجنة.

  قلت: وقد روي عنه ÷ أنه قال: «المرأة لآخر أزواجها»⁣(⁣١) يعني: في الجنة.

  قال: والدليل على ذلك ما رواه الهادي إلى الحق # في جوابه للرازي يرفعه


(١) رواه العنسي في الإرشاد، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن عائشة، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي الدرداء وعن أم الدرداء، ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين عن أبي الدرداء.