الرسالة الناظمة لمعاني الأدلة العاصمة
  فإنه في الفكر لله حظر ... وفي عجيب الصنع بالفكر أمر
  فمن يكون بعده من البشر ... أدرى بما يأتي به وما يذر
  مدينة في سوحها العلم ثوى ... وقوله عن ربه إذا روى
  فمن حوى من العلوم ما حوى ... ومن يكون وعظه هو الدواء
  لداء كل جاهل إذا ارعوى ... إلا الذي أخلاقه لا تجتوى
  ولم يَفُه بعلمه عن الهوى ... ولا ادعاه ضِلة ولا غوى
  لكن به أوحى إليه ذا القوى ... فهل يكون الوحي والخرص سوا؟
  أم النبي بالإله أعلم؟ ... أم لم يكن موحداً أم يكتم؟
  بل علمه مستيقن محكم ... على عقول الناظرين يحكم
  وهو الذي عنه الفروض تعلم ... ثم الوصي بعده المقدم
  وآله للعالمين أنجم ... من خص بالعلم الصحيح منهم
  فقل لمن توحيدهم توهم ... أرافض الهادين أدرى أم هم
  ليس الإله الواحد القدوس ... كما يظنه الذي يقيس
  من وصفه التشريك والتجنيس ... بل قولهم مشارك تلبيس
  إذ كل فكر دونه محبوس ... وكل ما تخاله النفوس
  فمدرك مكيف محسوس ... فاحذر شيوخاً علمها تنميس
  وهمها التدقيق والتدليس ... قد حازها دون الهدى إبليس
  فحكموا حدس الظنون الخائبهْ ... واستنتجوا مقدمات كاذبهْ
  عن القديم للمديح سالبهْ ... فأنتجت لهم وهوماً ثالبهْ