المبحث الثالث في تعريف المسند إليه
  ٢ - أو للإشارة إلى الحقيقة في ضمن فرد مبهم، إذا قامت القرينة على ذلك، كقوله تعالى:
  {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}[يوسف: ١٣]. ومدخولها في المعنى كالنكرة فيعامل معاملتها وتسمّى لام العهد الذّهني.
  ٣ - أو للإشارة إلى كلّ الأفراد التي يتناولها اللفظ بحسب اللغة.
  أ - بمعونة قرينة حالية نحو: {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ}[الأنعام: ٧٣، التوبة: ٩٤]. أي كل غائب وشاهد.
  ب - أو بمعونة قرينة لفظية نحو: {إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}[العصر: ٢]. أي كل إنسان بدليل الاستثناء بعده. ويسمّى استغراقا حقيقيا.
  ٤ - أو للإشارة إلى كلّ الأفراد مقيّدا نحو: جمع الأمير التّجار وألقى عليهم نصائحه أي جمع الأمير تجّار مملكته لا تجّار العالم أجمع. ويسمى استغراقا عرفيا.
تنبيهات
  التنبيه الأول: علم مما تقدم أن أل التعريفية قسمان:
  القسم الأول: لام العهد الخارجي، وتحته أنواع ثلاثة: صريحي وكنائي وحضوري.
  والقسم الثاني: لام الجنس: وتحته أنواع أربعة: لام الحقيقة من حيث هي، ولام الحقيقة في ضمن فرد مبهم، ولام الاستغراق الحقيقي، ولام الاستغراق العرفي.
  التنبيه الثاني: استغراق المفرد أشمل من استغراق المثنى، والجمع، واسم الجمع. لأن المفرد: يتناول كل واحد واحد من الأفراد. والمثنى إنما يتناول كل اثنين اثنين. والجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة بدليل صحة: لا رجال في الدار، إذا كان فيها رجل أو رجلان، بخلاف قولك: لا رجل، فإنه لا يصح إذا كان فيها رجل أو رجلان.
  وهذه القضية ليست بصحيحة على عمومها، وإنما تصح في النكرة المنفية، دون الجمع المعرف باللام، لأن المعرف بلام الاستغراق يتناول كل واحد من الأفراد نحو {الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ}[النساء: ٣٤] بل هو في المفرد أقوى، كما دل عليه الاستقراء وصرح به أئمة اللغة