جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الحادي عشر في المجاز المرسل المركب

صفحة 267 - الجزء 1

  وإذا اجتمع ترشيح وتجريد: فتكون الاستعارة في رتبة المطلقة، إذ بتعارضهما يتساقطان، كما سبق تفصيله.

  وكما يجري هذا التقسيم في التصريحية يجري أيضا في المكنية⁣(⁣١)

المبحث الحادي عشر في المجاز المرسل المركب

  المجاز المرسل المركب: هو الكلام المستعمل في غير المعنى الذي وضع له، لعلاقة غير المشابهة: مع قرينة مانعة من إرادة معناه الوضعي.

  ويقع أولا: في المركبات الخبرية المستعملة في الإنشاء وعكسه، لأغراض:


(١). فالاستعارة المكنية المرشحة، هي ما قرنت بما يلائم المشبه فقط، نحو، نطق لسان الحال بكذا، شبهت «الحال» بمعنى الانسان واستعير لفظ المشبه به للمشبه، وحذف ورمز اليه بشئ من لوازمه وهو «لسان» وإثبات اللسان للحال تخييل، وهو القرينة والنطق ترشيح، لأنه يلائم المشبه به فقط. وترشيح المكنية فيه خلاف مبسوط في المطولات.

والمكنية المجردة، هي ما قرنت بما يلائم المشبه فقط: نحو نطقت الحال الواضحة بكذا، فالوضوح تجريد، لأنه لا يلائم المشبه ولا المشبه به، أو قرنت بما بلائمهما معا نحو نطقت الحال بكذا، ونطق لسان الحال الواضحة بكذا ففي الأول، شبهت الحال بإنسان واستعير لها اسمه وحذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو النطق، وإثبات النطق للحال تخييل، وهي مجردة لأنها لم تقترن بشيء يلائمها.

وفي الثاني: شبهت الحال بإنسان واستعير له اسمه، وحذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «لسان» وإثباته للحال تخييل وهو القرينة، والنطق ترشيح، لأنه يلائم المشبه به، والوضوح تجريد، لأنه يلائم المشبه، ولما تعارضا سقطا.

وتنقسم المكنية أيضا إلي عنادية، نحو: أنشبت المنية أظفارها بفلان، لأنه لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد (يكون منية وسبعا) ووفاقية، نحو نطقت الحال بكذا، لأنه يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد كالحال مع الإنسان.