جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المجاز العقلي وعلاقاته

صفحة 237 - الجزء 1

المبحث الثالث في تعريف المجاز العقلي وعلاقاته⁣(⁣١)

  المجاز العقلي: هو إسناد الفعل، أو ما في معناه من اسم فاعل، أو اسم مفعول أو مصدر؛ إلى غير ما هو له في الظاهر؛ من المتكلم، لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد إلى ما هو له.

أشهر علاقات المجاز العقلي

  ١ - الإسناد إلى الزمان: نحو: من سرّه زمن ساءته أزمان، أسند الإساءة والسرور إلى الزمن، وهو لم يفعلهما؛ بل كانا واقعين فيه على سبيل المجاز.

  ٢ - الإسناد إلى المكان، نحو: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ}⁣[الأنعام: ٦] فقد أسند الجري إلى الأنهار، وهي أمكنة للمياه، وليست جارية بل الجاري ماؤها.

  ٣ - الإسناد إلى السبب، نحو: [البسيط]

  إني لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماة ألا أين المحامونا؟

  فقد نسب الإفناء إلى قول الشجعان، هل من مبارز؟ وليس ذلك القول بفاعل له، ومؤثر فيه، وإنما هو سبب فقط.

  ٤ - الإسناد إلى المصدر: كقول أبي فراس الحمداني: [الطويل]

  سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


(١). سمي عقليا، لأن التجوز فهم من (العقل) لا من (اللغة) كما في المجاز اللغوي.