جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الخامس في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين

صفحة 245 - الجزء 1

  الشخصي وصفا. به يصح اعتباره كليا. فتجوز استعارته: كتضمن حاتم للجود، وقس للخطابة، فيقال: رأيت حاتما، وقسا؛ بدعوى كلية حاتم وقس، ودخول المشبه في جنس الجواد والخطيب.

  وللاستعارة أجمل وقع في الكتابة، لأنها تجدي الكلام قوة، وتكسوه حسنا ورونقا، وفيها تثار الأهواء والإحساسات.

المبحث الخامس في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين

  إذا ذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط فاستعارة تصريحية أو مصرحة⁣(⁣١) نحو:

  فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وردا وعضت على العناب بالبرد

  فقد استعار: اللؤلؤ، والنرجس، والورد، والعناب، والبرد. للدموع، والعيون، والخدود، والأنامل، والأسنان.

  وإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه فقط، وحذف فيه المشبه به، وأشير إليه بذكر لازمه المسمى تخييلا فاستعارة مكنية⁣(⁣٢) أو بالكناية، كقوله: [الكامل]


(١). (معنى تصريحية) أي مصرح فيها باللفظ الدال على المشبه به، المراد به المشبه وتسمى أيضا تحقيقية.

و (معنى مكنية) أي مخفي فيه لفظ المشبه به، استغناء بذكر شيء من لوازمه، فلم يذكر فيها من أركان التشبيه، سوى المشبه.

(٢). أي وهذا مذهب السلف. وكذا (الزمخشري) صاحب الكشاف، وأما مذهب (السكاكي) فظاهر كلامه يشعر بأن الاستعارة بالكناية لفظ المشبه. أي كلفظ المنية في نحو «أظفار المنية نشبت بفلان» المستعمل في المشبه به، بادعاء أنه عينه عين المشبه به، وحينئذ يصير للمشبه به (فردان)، أحدهما حقيقي، والآخر ادعائي فالمنية:

مراد بها السبع، بادعاء السبعية لها، وإنكار أن تكون شيئا آخر غير السبع بقرينة إضافة الأظفار الّتي هي من خواص المشبه به وهو السبع، وأنكر (السكاكي) (التبعية) بمعنى أنها مرجوحة عنده، واختار ردها إلى قرينة المكنية، ورد قرينتها إلى نفس المكنية، ففي نطقت الحال مثلا. يقدر القوم: أن نطقت استعارة تبعية والحال قرينة لها، وهو يقول: إن الحال استعارة بالكناية، ونطقت قرينتها وفي كلامه نظر من وجهين: =