(12) التجريد
  حذاره من الواشي منعه من البكاء، فسلم إنسان عينه من الغرق في الدموع.
  ٢ - وإما غير ممكن كقول الخطيب القزويني: [البسيط]
  لو لم تكن نية الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق
  فقد ادعى الشاعر: أن الجوزاء تريد خدمة الممدوح، وهذه صفة غير ممكنة ولكنه عللها بعلة طريفة ادعاها أيضا ادعاء أدبيا مقبولا إذ تصور أن النجوم التي تحيط بالجوزاء إنما هي نطاق شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم، ليقوموا بخدمة الممدوح(١).
(١٢) التجريد
  التجريد: لغة إزالة الشيء عن غيره. واصطلاحا: أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر مثله في تلك الصفة مبالغة في كمالها في المنتزع منه، حتى أنه قد صار منها بحيث، يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر بها، وأقسام التجريد كثيرة:
  أ - منها: ما يكون بواسطة من التجريدية كقولك: لي «من» فلان صديق حميم، أي بلغ
(١). ومثله قول ابن المعتز: [المنسرح]
قالوا اشتكت عينه فقلت لهم ... من كثرة القتل نالها الوصب
حمرتها من دماء من قتلت ... والدم في السيف شاهد عجب
وكقوله: [الكامل]
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة ... تحوي الغنائم أو يموت كريم
وكقوله: [الطويل]
عداتي لهم فضل علي ومنة ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وكقوله: [البسيط]
لو لم يكن أقحوانا ثغر مبسمها ... ما كان يزداد طيبا ساعة السحر