المبحث الثالث في الاستفهام
  ب - وقبح استعمال هل في تركيب هو مظنّة للعلم بحصول أصل النّسبة، وهو ما يتقدّم فيه المعمول على الفعل، نحو هل خليلا أكرمت، فتقديم المعمول على الفعل يقتضي غالبا حصول العلم للمتكلم. وتكون هل لطلب حصول الحاصل وهو عبث.
تنبيهات
  الأوّل: هل كالسّين وسوف تخلّص المضارع للاستقبال.
  فلا يقال: هل تصدق؟ جوابا لمن قال أحبّك الآن، بل تقول له: أتصدق؟ ولأجل اختصاصها بالتصديق، وتخليصها المضارع للاستقبال قوي اتّصالها بالفعل لفظا أو تقديرا نحو هل يجيء عليّ أو هل عليّ يجي؟
  فإن عدل عن الفعل إلى الاسم لإبراز ما يحصل في صورة الحاصل دلالة على كمال العناية بحصوله كان هذا العدول أبلغ في إفادة المقصود كقوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ}[الأنبياء: ٨٠] فهذا التّركيب أدل على طلب الشكر من قولك، هل تشكرون، وذلك لأنّ الفعل لازم بعد هل والعدول عنه يدلّ على قوّة الدّاعي لذلك لما ذكر.
  الثاني: هل نوعان: بسيطة ومركبة.
  أ - فالبسيطة هي التي يستفهم بها عن وجود شيء في نفسه، أو عدم وجوده، نحو هل العنقاء(١) موجودة ونحو: هل الخلّ الوفيّ موجود.
  ب - والمركبة هي التي يستفهم بها عن وجود شيء لشيء وعدم وجوده له نحو هل المريخ مسكون؟ هل النّبات حسّاس؟
(١). حكى الزمخشري في (ربيع الأبرار) أن العنقاء كانت طائرا وكان فيها من كل شيء من الألوان وكانت في زمن أصحاب الرأس تأتي إلى أطفالهم. صغارهم فتخطفهم وتغرب بهم نحو الجبل فتأكلهم، فشكوا ذلك إلى نبيهم (صالح) # فدعا اللّه عليها فأهلكها وقطع عقبها ونسلها فسميت (عنقاء مغرب) لذلك.