المبحث الثالث في تعريف المسند إليه
في تعريف المسند إليه بال
  يؤتى بالمسند إليه معرّفا بأل العهديّة أو أل الجنسية لأغراض آتية:
  أل العهدية: تدخل على المسند إليه للإشارة إلى فرد معهود خارجا بين المتخاطبين وعهده يكون:
  أ - إما بتقدّم ذكره صريحا كقوله تعالى: {كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}[المزمل: ١٥ - ١٦]: ويسمّى عهدا صريحيّا.
  ب - وإما بتقدّم ذكره تلويحا كقوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى}[آل عمران: ٣٦].
  فالذكر وإن لم يكن مسبوقا صريحا، إلا أنه إشارة إلى ما في الآية قبله: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ (ما) فِي بَطْنِي مُحَرَّراً}(١). فإنهم كانوا لا يحررون لخدمة بيت المقدس إلا الذكور، وهو المعنيّ ب «ما» ويسمّى كنائيا.
  ج - وإما بحضوره بذاته نحو: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣] أو بمعرفة السامع له نحو: هل انعقد المجلس، ويسمّى عهدا حضوريا.
  أل الجنسية: وتسمّى لام الحقيقة: تدخل على المسند إليه لأغراض أربعة:
  ١ - للإشارة إلى الحقيقة: من حيث هي بقطع النظر عن عمومها وخصوصها، نحو:
  الإنسان حيوان ناطق. وتسمّى لام الجنس لأن الإشارة فيه إلى نفس الجنس، بقطع النظر عن الأفراد نحو: الذهب أثمن من الفضّة.
(١). التحرير هو العتق لخدمة بيت المقدس. أي: وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت لها، فطلبها الذكر كان بطريق الكناية في قولها {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} فإن ذلك كان مقصورا عندهم على المذكور قال في «الذكر» عائدة إلى مذكر بطريق الكناية، وأل في «الأنثى» عائدة إلى مذكور صريحا في قولها {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى}.