جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تعريف التشبيه وبيان أركانه الأربعة

صفحة 202 - الجزء 1

  والعطش، والري.

فالحسيان يشتركان:

  ١ - في صفة مبصرة كتشبيه المرأة بالنهار في الإشراق، والشعر بالليل في الظلمة والسواد، كما في قول الشاعر: [الكامل]

  فرعاء تسحب من قيام شعرها ... وتغيب فيه وهو ليل أسحم

  فكأنها فيه نهار مشرق ... وكأنه ليل عليها مظلم⁣(⁣١)

  ٢ - أو في صفة مسموعة: نحو: غرد تغريد الطيور ونحو: سجع سجع القمري ونحو:

  أن أنين الثكلى، ونحو: أسمع دويا كدوي النحل، وكتشبيه إنقاض الرحل بصوت الفراريج في قول الشاعر: [البسيط]

  كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس إنقاض الفراريج⁣(⁣٢)

  وكتشبيه الأصوات الحسنة في قراءة القرآن الكريم بالمزامير.

  ٣ - أو في صفة مذوقة، كتشبيه الفواكه الحلوة بالعسل

  ٤ - أو في صفة ملموسة: كتشبيه الجسم بالحرير في قول ذي الرمة: [الطويل]

  لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نذر⁣(⁣٣)

  ٥ - أو في صفة مشمومة، كتشبيه الريحان بالمسك، والنكهة بالعنبر.


(١). امرأة فرعاء: كثيرة الشعر. وأسحم: اسود من سحم كتعب.

(٢). الميس: الرحل. والإنقاض: قيل صوت الفراريج الضئيل، وقيل صوت الحيوان والنقض صوت الموتان كالرحل، والفراريج: جمع فروج وهو فرخ الدجاجة. وتقدير البيت: كأن أصوات أواخر الميس من إيغالهن بنا إنقاض الفراريج.

(٣). رخيم الحواشي. مختصر الأطراف، والهراء (بضم الهاء) المنطق الكثير وقيل المنطق الفاسد الذي لا نظام له.