جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث التاسع في تقسيم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول وإلى مردود

صفحة 225 - الجزء 1

  ليل وبدر وغصن ... شعر ووجه وقد

  [المجتث]

  فيه تشبيه بليغ مجمل ملفوف، المشبه شعر وهو حسي، والمشبه به ليل، وهو عقلي، والأداة محذوفة، ووجه الشبه السواد في كل، والغرض منه بيان مقدار حاله.

  وفي الثاني: المشبه وجه، والمشبه به بدر، وهما حسيان. ووجه الشبه الحسن في كل.

  والأداة محذوفة، والغرض تحسينه. وفي الثالث المشبه قد، والمشبه به غصن وهما حسيان.

  ووجه الشبه الاعتدال في كل، والأداة محذوفة، والغرض بيان مقداره - هذا، وإن شئت فقل هذا تشبيه مقلوب بجعل المشبه به مشبها. والمشبه به بأن يجعل الليل مشبها، والشعر مشبها به.

  وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى ... كعنقود ملاحببة حين نورا

  [الطويل]

  فيه تشبيه تمثيل مرسل مجمل، المشبه هيئة الثريا الحاصلة من اجتماع أجرام مشرقة مستديرة منيرة: والمشبه به هيئة عنقود العنب المنور، والجامع الهيئة الحاصلة من اجتماع أجرام منيرة مستديرة في كل، والأداة الكاف، والغرض منه بيان حاله

تمرين

  بين أنواع التشبيه فيما يأتي:

  ١ - قال اللّه تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ}⁣[الكهف: ٤٥].

  ٢ - قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ}⁣[إبراهيم: ١٨]

  ٣ - وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً}⁣[النور: ٣٩].