المبحث السابع في تقسيم التشبيه باعتبار أداته
  وكأنّ: تفيد التشبيه: إذا كان خبرها جامدا، نحو: كأن البحر مرآة صافية.
  وتفيد الشك: إذا كان خبرها مشتقا، نحو: كأنك فاهم، ومثل قوله: [الطويل]
  كأنك من كل النفوس مركب ... فأنت إلى كل النفوس جبيب
  وقد يغني عن أداة التشبيه فعل يدل على حال التشبيه، ولا يعتبر أداة.
  فإن كان الفعل لليقين، أفاد قرب المشابهة، لما في فعل اليقين من الدلالة على تيقن الاتحاد وتحققه، وهذا يفيد التشبيه مبالغة، نحو: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا}[الأحقاف: ٢٤]. ونحو: رأيت الدنيا سرابا غرّارا.
  وإن كان الفعل للشك أفاد بعدها: لما في فعل الرجحان من الإشعار بعدم التحقق، وهذا يفيد التشبيه ضعفا،(١) كقوله تعالى: {إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً}[الإنسان: ١٩] ونحو: [الكامل]
  قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها ... سحبا مزردة على أقمار
المبحث السابع في تقسيم التشبيه باعتبار أداته
  ينقسم التشبيه باعتبار أداته إلى:
  أ - التشبيه المرسل(٢): وهو ما ذكرت فيه الأداة، كقول الشاعر: [مجزوء الرمل]
  إنما الدنيا كبيت ... نسجه من عنكبوت
  ب - التشبيه المؤكد: وهو ما حذفت منه أداته، نحو: يسجع سجع القمريّ وكقول الشاعر: [الخفيف]
  وأنت نجم في رفعة وضياء ... تجتليك العيون شرقا وغربا
(١). والضعف قد يكون في المشبه وقد يكون في المشبه به.
(٢). وسمي مرسلا: لإرساله عن التأكيد.