جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(9) الإدماج

صفحة 301 - الجزء 1

  ونحو:

  إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع

  [الوافر]

  وقد يستغنى عن معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٤].

(٩) الإدماج

  الإدماج: هو أن يضمّن كلام قد سيق لمعنى، معنى آخر، لم يصرح به، كقول المتنبي [الوافر]

  أقلّب فيه أجفاني كأني ... أعد بها على الدهر الذنوبا

  ساق الشاعر: هذا الكلام أصالة لبيان طول الليل، وأدمج الشكوى من الدهر، في وصف الليل بالطول.

(١٠) المذهب الكلامي

  المذهب الكلامي: هو أن يورد المتكلم على صحة دعواه حجّة قاطعة مسلمة عند المخاطب، بأن تكون المقدمات بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب، كقوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} واللازم وهو الفساد باطل، فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة باطل، وليس شئ أدل على ذلك من الحقيقة والواقع، وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ}⁣[سورة الحج: ٥]، ونحو قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣[الروم: ٢٧] أي وكل ما هو أهون عليه فهو أدخل تحت الإمكان، فالإعادة ممكنة.

  وسمّي هذا النوع بالمذهب الكلامي لأنه جاء على طريقة علم الكلام والتوحيد وهو عبارة عن إثبات أصول الدين بالبراهين العقلية القاطعة.