جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الأول في حقيقة الخبر

صفحة 51 - الجزء 1

الباب الأوّل في تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء

المبحث الأول في حقيقة الخبر

  الخبر: كلام يحتمل الصدق والكذب لذاته⁣(⁣١).

  وإن شئت فقل: الخبر هو ما يتحقق مدلوله في الخارج بدون النطق به. نحو: العلم نافع، فقد أثبتنا صفة النفع للعلم، وتلك الصفة ثابتة له، سواء تلفظت بالجملة السابقة أم لم تتلفظ.

  لأن نفع العلم أمر حاصل في الحقيقة والواقع، وإنما أنت تحكي ما اتفق عليه الناس قاطبة، وقضت به الشرائع، وهدت إليه العقول، بدون نظر إلى إثبات جديد.

  والمراد بصدق الخبر مطابقته للواقع ونفس الأمر. والمراد بكذبه عدم مطابقته له.

  فجملة: «العلم نافع»، إن كانت نسبته الكلامية «وهي ثبوت النفع للعلم المفهومة من تلك الجملة» مطابقة للنسبة الخارجية، أي موافقة لما في الخارج والواقع فصدق وإلا فكذب


(١). أي بقطع النظر عن خصوص المخبر، أو خصوص الخبر، وإنما ينظر في احتمال الصدق والكذب إلى الكلام نفسه لا إلى قائله: وذلك لتدخل الأخبار الواجبة الصدق كأخبار اللّه تعالى، وأخبار رسله. والبديهيات المألوفة، نحو السماء فوقنا، والنظريات المتعين صدقها ولا تحتمل شكّا كإثبات العلم والقدرة للمولى سبحانه وتعالى، ولتدخل الأخبار الواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة.