المبحث الثالث في تقديم المسند أو تأخيره
المبحث الثالث في تقديم المسند أو تأخيره
  يقدم المسند: إذا وجد باعث على تقديمه كأن يكون عاملا نحو: قام علي. أو مما له الصدارة في الكلام، نحو: أين الطريق؟ أو إذا أريد به غرض من الأغراض الآتية:
  ١ - التخصيص بالمسند إليه نحو: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}[المائدة: ١٢٠].
  ٢ - التنبيه من أول الأمر على أنه خبر لا نعت كقوله: [الطويل]
  له همم لا منتهى لكبارها ... وهمته الصغرى أجلّ من الدهر
  له راحة لو أن معشار جودها ... على البر كان البر أندى من البحر
  فلو قيل: همم له، لتوهم ابتداء كون له صفة لما قبله.
  ٣ - التشويق للمتأخر، إذا كان في المتقدم ما يشوق لذكره. كتقديم المسند في قوله تعالى:
  {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ}[آل عمران: ١٩٠].
  وكقوله: [الكامل]
  خير الصنائع في الأنام صنيعة ... تنبو بحاملها عن الإذلال
  ٤ - التفاؤل: كما تقول للمريض: في عافية أنت. وكقوله: [الكامل]
  سعدت بغرة وجهك الأيام ... وتزينت بلقائك الأعوام
  ٥ - ومنها: إفادة قصر المسند إليه على المسند نحو: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون: ٦]، أي دينكم مقصور عليكم وديني مقصور عليّ.
  ٦ - ومنها: المساءة نكاية بالمخاطب: كقول المتنبي: [الطويل]
  ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوّا له ما من صداقته بدّ