جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تقسيم طرفي التشبيه: باعتبار تعددهما «3»

صفحة 204 - الجزء 1

  ٣ - وإما مفرد بمركب: كقول الخنساء⁣(⁣١): [البسيط]

  أغر أبلج تأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

  ٤ - وإما مركب بمفرد، نحو: الماء المالح كالسم⁣(⁣٢).

  واعلم: أنه متى ركب أحد الطرفين لا يكاد يكون الآخر مفردا مطلقا بل يكون مركبا.

  أو مفردا مقيدا، ومتى كان هناك تقييد أو تركيب كان الوجه مركبا. ضرورة انتزاعه من المركب، أو من القيد. والمقيد.

المبحث الثالث في تقسيم طرفي التشبيه: باعتبار تعددهما⁣(⁣٣)

  ينقسم طرفا التشبيه، المشبه والمشبه به باعتبار تعددهما، أو تعدد أحدهما. إلى أربعة أقسام:

  ملفوف، ومفروق، وتسوية، وجمع.

  ١ - فالتشبيه الملفوف: هو جمع كل طرف منهما مع مثله، كجمع المشبه مع المشبه، والمشبه به مع المشبه به، بحيث يؤتى بالمشبهات معا على طريق العطف، أو غيره، ثم يؤتى بالمشبهات بها كذلك أو بالعكس كقوله: [مشطور البسيط]

  ليل وبدر وغصن ... شعر ووجه وقد

  خمر ودر وورد ... ريق وثغر وخد

  وكقوله: [البسيط]

  تبسم وقطوب في ندى ووغى ... كالغيث والبرق تحت العارض البرد


(١). وكقوله: [الكامل]

وحدائق لبس الشقيق نباتها ... كالأرجوان منقطا بالعنبر

(٢). وكقوله: [الكامل]

لا تعجبوا من خاله في خده ... كل الشقيق بنقطة سوداه

فالمشبه مركب من «الخال والخد» والمشبه به مفرد وهو «الشقيق»

(٣). متى تعدد الطرفان معا نتج تشبيهان أو أكثر، لا تشبيه واحد.