جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

1 - الجناس

صفحة 329 - الجزء 1

الباب الثاني في المحسنات اللفظية

١ - الجناس⁣(⁣١)


(١). ويقال له التجنيس، والتجانس، والمجانسة. ولا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى، ووازى مصنوعه مطبوعه، مع مراعاة النظير، وتمكن القرائن، فينبغي أن ترسل المعاني على سجيتها ليكتسي من الألفاظ ما يزينها حتى لا يكون التكلف في الجناس مع مراعاة الالتئام. موقعا صاحبه في قول من قال: [الكامل]

طبع المجنس فيه نوع قيادة ... أو ما ترى تأليفه للأحرف

وبملاحظة ما قدمنا يكون فيه استدعاء لميل السامع والإصغاء إليه، لأن النفس تستحسن المكرر مع اختلاف معناه، ويأخذها نوع من الاستغراب.

وتلخيص القول في الجناس: أنه نوعان: تام. وغير تام: فالتام، هو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة: نوع الحروف. وشكلها من الهيئة الحاصلة من الحركات والسكنات. وعددها. وترتيبها.

وغير التام، وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة كقول اللّه تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ} وكقول الشاعر: [الطويل]

وسميته يحيى ليحيا فلم يكن ... إلى رد أمر اللّه فيه سبيل

وكقوله: [مجزوء الكامل]

أشكو وأشكر فعله ... فاعجب لشاك منه شاكر

طرفي وطرف النجم في ... هـ كلاهما ساه وساهر =