جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(16) الجمع

صفحة 308 - الجزء 1

  أ - إما أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، نحو قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}⁣[القصص: ٧٣] فقد جمع بين الليل والنهار ثم ذكر السكون لليل، وابتغاء الرزق للنهار، على الترتيب.

  وكقوله: [الطويل]

  عيون وأصداغ وفرع وقامة ... وخال ووجنات وفرق ومرشف

  سيوف وريحان وليل وبانة ... ومسك وياقوت وصبح وقرقف

  وكقوله: [الكامل]

  فعل المدام ولونها ومذاقها ... في مقلتيه ووجنتيه وريقه

  ب - وإما أن يكون النشر على خلاف ترتيب الطي نحو: {فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ}⁣[الإسراء: ١٢] ذكر ابتغاء الفضل للثاني، وعلم الحساب للأول، على خلاف الترتيب:

  وكقوله:

  ولحظه ومحياه وقامته ... بدر الدجا وقضيب البان والرّاح

  [البسيط]

  فبدر الدجا: راجع إلى المحيّا الذي هو الوجه، وقضيب البان راجع إلى القامة، والراح راجع إلى اللحظ ويسمى اللف والنشر أيضا.

(١٦) الجمع

  الجمع: هو أن يجمع المتكلم بين متعدد، تحت حكم واحد وذلك:

  أ - إما في اثنين، نحو قوله تعالى: {الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا}⁣[الكف: ٤٦] ونحو قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}⁣[الأنفال: ٢٨]