جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تطبيق عام على القصر وأنواعه والأبواب السابقة

صفحة 158 - الجزء 1

تطبيق عام على القصر وأنواعه والأبواب السابقة

  لا حول ولا قوة إلا باللّه: جملتان خبريتان اسميتان من الضرب الثالث لما فيهما من التوكيد بالقصر الذي هو أقوى طرق التوكيد. المسند إليه حول وقوة والمسند الجار والمجرور، ولا نظر لتقديم الخبر لأن ذلك مراعاة لقاعدة نحوية لا يعتبرها أهل المعاني ولا يعدون حذفه إيجازا، والحكمان مقيدان بالنفي والاستثناء إياك وقدم المفعولين لإفادة القصر، ففيهما قصر صفة وهو التحول عن المعاصي، والقوة على الطاعة على موصوف وهو الذات الأقدس، وهو قصر إضافي طريقه النفي والاستثناء، ثم إن كان للرد على من يعتقد أن التحول عن المعاصي والقوة على الطاعة بغير اللّه تعالى فهو قصر قلب، أو على من يعتقد الشركة فهو إفراد، أو على من يتردد فهو تعيين.

  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}⁣[الفاتحة: ٥]: جملتان خبريتان فعليتان من الضرب الثالث.

  المسند نعبد ونستعين، والمسند إليه الضمير المستتر فيهما، وهما مقيدتان بالمفعولين لإفادة القصر، ففيهما قصر صفة وهو العبادة والاستعانة، على موصوف وهو الذات الأقدس، طريقة تقديم ما حقه التأخير، وهو إضافي ثم إن كان للرد على من يعتقد أن المعبود غير اللّه تعالى، فهو: قلب أو على من يعتقد الشرك فهو إفراد، أو على من يتردد فهو تعيين.

  إنما شوقي شاعر: فيه قصر موصوف وهو شوقي على صفة وهو الشعر، وطريقه إنما، وهو قلب أو إفراد، أو تعيين على حسب حال المخاطب.

  اللّه الغفور الرحيم: فيه قصر الصفة وهو المغفرة والرحمة على موصوف وهو اللّه تعالى:

  طريقه تعريف المسند بأل.

  وهو: قلب أو إفراد أو تعيين على حسب حال المردود عليه.

  إنما الشجاع علي: فيه قصر صفة وهو الشجاعة على موصوف وهو عليّ وطريقه إنما.

  المرء بآدابه لا بثيابه: فيه قصر الموصوف على الصفة، قصر قلب بين المسند إليه والمسند، طريقه العطف بلا.

  إنما الإله واحد: فيه قصر الموصوف على الصفة، قصرا حقيقيا، طريقه إنما: وهو واقع بين المسند إليه والمسند.