جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

فصاحة الكلمة

صفحة 16 - الجزء 1

  وهي تقع وصفا للكلمة؛ والكلام، والمتكلّم؛ حسبما يعتبر الكاتب اللفظة وحدها، أو مسبوكة مع أخواتها.

فصاحة الكلمة

  تتحقّق فصاحة الكلمة بسلامتها من أربعة عيوب.

  ١ - خلوصها من تنافر الحروف: لتكون رقيقة عذبة، تخفّ على اللسان؛ ولا تثقل على السّمع، فلفظ: أسد، أخفّ من لفظ فدوكس!.

  ٢ - خلوصها من الغرابة، وتكون مألوفة الاستعمال.

  ٣ - خلوصها من مخالفة القياس الصرفي، حتى لا تكون شاذة.

  ٤ - خلوصها من الكراهة في السمع.⁣(⁣١)

  أمّا تنافر الحروف: فهو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السّمع وصعوبة أدائها باللّسان، بسبب كون حروف الكلمة متقاربة المخارج. وهو نوعان:

  ١ - شديد في الثقل: نحو: هعخع لنبت ترعاه الإبل من قول أعرابي:

  تركت ناقتي ترعى الهعخع

  ٢ - وخفيف في الثقل: كالنّقنقة: لصوت الضفادع، والنّقاخ: للماء العذب الصافي، ونحو:

  مستشزرات «بمعنى مرتفعات» من قول امرئ القيس يصف شعر ابنة عمّه: [البحر الطويل]


(١). ففصاحة الكلمة تكونها من حروب متالفة يسهل على اللسان نطقها من غير عناء، مع وضوح معناها، وكثرة تداولها بين المتكلمين وموافقتها للقواعد الصرفية ومرجع ذلك الذوق السليم، والإلمام بمتن اللغة، وقواعد الصرف، وبذلك تسلم مادتها، وصيغتها، ومعناها، من الخلل، واعلم أنه ليس تنافر الحروف يكون موجبه دائما قرب مخارج الحروف. إذ قربها لا يوجبه دائما، كما أن تباعدها لا يوجب خفتها. فها هي كلمة «بفمي» حسنة، وحروفها من مخرج واحد وهو الشفة، وكلمة «ملع» متنافرة ثقيلة، وحروفها متباعدة المخارج، وأيضا ليس موجب التنافر طول الكلمة وكثرة حروفها.