جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث السابع في الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار

صفحة 252 - الجزء 1

  تابعة للمصادر. نحو: ركب فلان كتفي غريمه⁣(⁣١) أي: لازمه ملازمة شديدة. ولأنها في معاني الحروف تابعة لمتعلق معانيها، إذ معاني الحروف جزئية لا تتصور الاستعارة فيها إلا بواسطة كلى مستقل بالمفهومية. ليتأتى كونها مشبها ومشبها بها أو محكوما عليها، أو بها. كقوله تعالى: {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ}⁣[البقرة: ٥] اى تمكنوا من الحصول على الهداية التامة⁣(⁣٢)، ونحو: أذقته لباس الموت⁣(⁣٣) أي ألبسته إياه.

  ٣ - وإذا كان اللفظ المستعار اسما مشتقا، أو اسما مبهما دون باقي أنواع التبعية المتقدمة فالاستعارة تبعية مكنية.⁣(⁣٤)

تنبيهات عشرة

  التنبيه الأول: كل تبعية قرينتها مكنية.

  التنبيه الثاني: إذا أجريت الاستعارة في واحدة من الاستعارة التصريحية أو في الاستعارة المكنية، امتنع إجراؤها في الأخرى.

  التنبيه الثالث: تقسيم الاستعارة إلي أصلية وتبعية عام في كل من الاستعارة التصريحية والمكنية.


(١). يقال في إجرائها: شبه اللزوم الشديد، بالركوب، بجامع السلطة والقهر، واستعير لفظ المشبه به وهو الركوب للمشبه وهو اللزوم، ثم اشتق من الركوب بمعني اللزوم ركب بمعني لزم، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

(٢). يقال في إجرائها: شبه مطلق ارتباط بين مهدى وهدى، بمطلق ارتباط بين مستعلي ومستعلى عليه بجامع التمكن في كل، فسرى التشبيه من الكليين للجزئيات ثم استعيرت «على» من جزئي من جزئيات المشبه به، لجزئي من جزئيات المشبه على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

(٣). يقال في إجرائها: شبهت الإذاقة بالإلباس، واستعير الإلباس للإذاقة بجامع الاشتمال في كل واشتق منه ألبس بمعني أذاق، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، ثم حذف لفظ المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو اللباس، على طريق الاستعارة المكنية.

(٤). ولم يذكرها القوم. ولعلّه لعدم وجدانهم ايّاها في كلام البلغاء.