جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تعريف التشبيه وبيان أركانه الأربعة

صفحة 200 - الجزء 1

وأركان التشبيه أربعة:

  ١ - المشبه: هو الأمر الذي يراد إلحاقة بغيره.

  هذان الركنان يسميان طرفي التشبيه

  ٢ - المشبه به: هو الأمر الذي يلحق به المشبه.

  ٣ - وجه الشبه: هو الوصف المشترك بين الطرفين، ويكون في المشبه به، أقوى منه في المشبه وقد يذكر وجه الشبه في الكلام وقد يحذف كما سيأتي توضيحه.

  ٤ - أداة التشبيه: هي اللفظ الذي يدلّ على التشبيه، ويربط المشبه بالمشبه به، وقد تذكر الأداة في التشبيه، نحو: كان علي # في رعيته كالميزان في العدل، وكان فيهم كالوالد في الرحمة والعطف. وقد تحذف الأداة نحو: خدّه ورد في اللطافة.

المبحث الأول في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسي وعقلي

  طرفا التشبيه، المشبه والمشبه به.

  ١ - إما حسيّان⁣(⁣١) أي مدركان بإحدى الحواس الخمس الظاهرة. نحو: أنت كالشمس في


(١). اعلم أن من الحسي، ما لا تدركه الحواس الخمس التي هي (البصر والسمع والشم والذوق واللمس) ولكن تدرك مادته فقط ويسمى هذا التشبيه (بالخيالي) الذي ركبته المتخيلة من أمور موجودة، كل واحد منها يدرك بالحسن، كقوله: [الطويل]

كأن الحباب المستدير برأسها ... كواكب درّ في سماء عقيق

فإن كواكب در، وسماء عقيق، لا يدركها الحس، لأنها غير موجودة، ولكن يدرك مادتها التي هي الدر والعقيق، على انفراد، والمراد بالحباب ما يعلو الماء من الفقاقيع والضمير للخمر، ومنه أيضا قول الآخر: [مجزوء الكامل]

وكأن محمر الشق ... يق إذا تصوّب أو تصعد

أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد

فإن الأعلام والياقوت والزبرجد والرماح موجودة، لكن المشبه الذي مادته هذه ليس موجودا ولا محسوسا.