جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(30) الاستتباع

صفحة 318 - الجزء 1

(٣٠) الاستتباع

  الاستتباع: هو الوصف بشيء على وجه يستتبع الوصف بشيء آخر، مدحا أو ذما.

  يعني أن الاستتباع هو المدح على وجه يستتبع المدح بأمر آخر، كقوله: [الطويل]

  ألا أيها المال الذي قد أباده ... تسلّ فهذا فعله بالكتائب

  وكقوله: [الطويل]

  سمح البديهة ليس يمسك لفظه ... فكأنما ألفاظه من ما له

  وكقوله: [البسيط]

  الحرب نزهته والبأس همته ... والسيف عزمته واللّه ناصره

  وقيل: إنه يكون أيضا في الذم، كقول بعضهم في قاض لم يقبل شهادته برؤية هلال الفطر: [مجزوء الرمل]

  أترى القاضي أعمى ... أم تراه يتعامى

  سرق العيد كأن العي ... د أموال اليتامى

(٣١) السلب والإيجاب

  السلب والإيجاب: هو أن يقصد المتكلم تخصيص شيء بصفة فينفيها عن جميع الناس، ثم يثبتها له مدحا أو ذما،

  فالمدح كقول الخنساء: [الطويل]

  وما بلغت كفّ أمرئ متناولا ... من المجد إلا والذي نلت أطول

  ولا بلغ المهدون للناس مدحة ... وإن أطنبوا إلا الذي فيك أفضل

  والذم، كقول بعضهم: [الكامل]

  خلقوا وما خلقوا لمكرمة ... فكأنهم خلقوا وما خلقوا

  رزقوا وما رزقوا سماح يد ... فكأنما رزقوا وما رزقوا⁣(⁣١)


(١). وهذا مثال للايجاب والسلب.