جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

صفحة 106 - الجزء 1

  ٤ - والتشاؤم، نحو: حرب في البلد.

  ٥ - والتبرّك، نحو: اللّه أكرمني، في جواب: هل أكرمك اللّه؟

  ٦ - والتلذّذ، كقول الشاعر. [البسيط]

  باللّه يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر

  ٧ - والكناية عن معنى يصّلح العلم لذلك المعنى: بحسب معناه الأصلي قبل العلميّة، نحو:

  أبو لهب فعل كذا، ... كناية عن كونه جهنّميّا. لأن اللهب الحقيقي هو لهب جهنم، فيصح أن يلاحظ فيه ذلك.

في تعريف المسند إليه بالإشارة.

  يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة: إذا تعيّن طريقا لإحضار المشار إليه في ذهن السّامع، بأن يكون حاضرا محسوسا، ولا يعرف المتكلم والسّامع اسمه الخاص، ولا معيّنا آخر، كقولك أتبيع لي هذا، مشيرا إلى شيء لا تعرف له اسما ولا وصفا.

  أمّا إذا لم يتعيّن طريقا لذلك، فيكون لأغراض أخرى.

  ١ - بيان حاله في القرب، نحو: هذه بضاعتنا. أو في التّوسط، نحو: ذاك ولدي. أو في البعد، نحو: ذلك يوم الوعيد.

  ٢ - تعظيم درجته بالقرب، نحوه: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}⁣[الإسراء: ٩].

  أو تعظيم درجته بالبعد، كقوله تعالى: {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ}⁣[البقرة: ٢].

  ٣ - أو التّحقير بالقرب، نحو: {هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}⁣[الأنبياء: ٣].

  أو التّحقير بالبعد، كقوله تعالى: {فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}⁣[الماعون: ٢].

  ٤ - وإظهار الاستغراب، كقول الشاعر: [البسيط].

  كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

  هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصيّر العالم النّحرير زنديقا