جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثاني عشر في المجاز المركب بالاستعارة التمثيلية

صفحة 274 - الجزء 1

تمرين على كيفية إجراء الاستعارات

  ١ - فسمونا والفجر يضحك في ... الشرق إلينا مبشرا بالصباح⁣(⁣١)

  [الخفيف]

  ٢ - عضّنا الدهر بنا به ... ليت ما حلّ بنا به⁣(⁣٢)

  [مجزوء الرمل]

  ٣ - سقاه الرّدى سيف إدا سل أو مضت ... إليه ثنايا الموت من كل مرقد⁣(⁣٣)

  ٤ - {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ}⁣(⁣٤). [الرحمن: ٣١].

  ٥ - {إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}⁣(⁣٥). [الأعراف].


(١). شبه الفجر بإنسان يتبسم، فتظهر أسنانه مضيئه لا معة، والقدر المشترك بينهما [البريق واللمعان] واستعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثم حذف المشبه وأشار إليه بشئ من لوازمه وهو الضحك، على طريق الاستعارة بالكناية، وإثبات الضحك استعارة تخييلية.

(٢). شبه حوادث الدهر بالعض، بجامع التأثير والايلام من كل، واستعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، واشتق من العض وهو المصدر، عض بمعنى آلم. على سبيل الاستعارة تصريحية التبعية، وذكر الناب ترشيح.

(٣). شبه لحاق الموت به [بالسقي] بجامع الوصول في كل، واستعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثم اشتق من السقي سقى على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية والقرينة على ذلك نسبة السقي إلى الردى، وأيضا قد شبه الموت بإنسان له ثنايا يضحك منها فتلمع وتضئ، والجامع البريق واللمعان. واستعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه ثم حذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الثنايا، على سبيل الاستعارة المكنية الأصلية المرشحة، والثنايا استعارة تخييلية، وأومض ترشيح.

(٤). شبه القصد إلى الشئ والتوجه له، بالفراغ والخلوص من الشواغل، بجامع الاهتمام في كل، واستعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه ثم اشتق من الفراغ بمعنى الخلو: تفرغ، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية؛ والقرينة حالية.

(٥). في كلمة «في» استعارة تصريحية تبعية، فقد شبهت «في» التي تدل على الارتباط «بفى» التي تدل على الظرفية بجامع التمكن في كل فسرى التشبيه من الكليين إلى الجزئيات فاستعيرت في من الثاني للأول على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، والقرينة على ذلك كلمة الضلال.