جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تقديم المسند أو تأخيره

صفحة 126 - الجزء 1

المبحث الثالث في تقديم المسند أو تأخيره

  يقدم المسند: إذا وجد باعث على تقديمه كأن يكون عاملا نحو: قام علي. أو مما له الصدارة في الكلام، نحو: أين الطريق؟ أو إذا أريد به غرض من الأغراض الآتية:

  ١ - التخصيص بالمسند إليه نحو: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣[المائدة: ١٢٠].

  ٢ - التنبيه من أول الأمر على أنه خبر لا نعت كقوله: [الطويل]

  له همم لا منتهى لكبارها ... وهمته الصغرى أجلّ من الدهر

  له راحة لو أن معشار جودها ... على البر كان البر أندى من البحر

  فلو قيل: همم له، لتوهم ابتداء كون له صفة لما قبله.

  ٣ - التشويق للمتأخر، إذا كان في المتقدم ما يشوق لذكره. كتقديم المسند في قوله تعالى:

  {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ}⁣[آل عمران: ١٩٠].

  وكقوله: [الكامل]

  خير الصنائع في الأنام صنيعة ... تنبو بحاملها عن الإذلال

  ٤ - التفاؤل: كما تقول للمريض: في عافية أنت. وكقوله: [الكامل]

  سعدت بغرة وجهك الأيام ... وتزينت بلقائك الأعوام

  ٥ - ومنها: إفادة قصر المسند إليه على المسند نحو: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}⁣[الكافرون: ٦]، أي دينكم مقصور عليكم وديني مقصور عليّ.

  ٦ - ومنها: المساءة نكاية بالمخاطب: كقول المتنبي: [الطويل]

  ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوّا له ما من صداقته بدّ