تعريف التشبيه وبيان أركانه الأربعة
  الضياء، وكما في تشبيه الخد بالورد،
  ٢ - وإما عقليان أي مدركان بالعقل، نحو العلم كالحياة، ونحو: الضلال عن الحق كالعمى ونحو: الجهل كالموت.
  ٣ - وإما مختلفان، بان يكون:
  أ - المشبه حسي، والمشبه به عقلي، نحو: طبيب السوء كالموت.
  ب - والمشبه عقلي، والمشبه به حسي، نحو العلم كالنور.
  واعلم أن العقلي(١) هو ما عدا الحسي، فيشمل المدرك ذهنا: كالرأي، والخلق، والحط.
  والأمل، والعلم، الذكاء، والشجاعة.
  ويشمل أيضا الوهمي، وهو ما لا وجود له، ولا لأجزائه كلها، أو بعضها في الخارج، ولو وجد لكان مدركا بإحدى الحواس.
  ويشمل الوجداني: وهو ما يدرك بالقوى الباطنة، كالغم، والفرح، والشبع، والجوع،
(١). المراد بالعقلي ما لا يدرك هو ولا مادته بإحدى الحواس الظاهرة، بل إدراكه عقلا. فيدخل فيه الوهمي وهو ما لا يدرك هو ولا مادته بإحدى الحواس، ولكن لو وجد في الخارج لكان مدركا بها، ويسمى هذا التشبيه «بالوهمي» الذي لا وجود له ولا لأجزائه كلها أو بعضها في الخارج، ولو وجد لكان مدركا بإحدى الحواس كقوله تعالى: {طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ} وكقوله: [الطويل]
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فإن أنياب الأغوال لم توجد هي ولا مادتها وإنما اخترعها الوهم، لكن لو وجدت لأدركت بالحواس والمشرفي السيف. والمسنونة السهام. والأغوال يزعمون أنها وحوش هائلة المنظر ولا أصل لها، والوجدانيات كالجوع والعطش ونحو العطش ونحو هما ملحقة بالعقلي ثم التضاد بين الطرفين قد ينزل منزلة التناسب، ويجعل وجه الشبه على وجه الطرافة أو الاستهزاء كما في تشبيه شخص ألكن «بقس بن ساعدة»، أو رجل بخيل «بحاتم»، والفرق بين الطرافة والاستهزاء يعرف بالقرائن. فإن كان الغرض مجرد الطرافة فطرافة، وإلا فاستهزاء.