المبحث التاسع في تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع
  ١ - عامية: وهي القريبة المبتذلة التي لاكتها الألسن، فلا تحتاج إلى بحث: ويكون الجامع فيها ظاهرا نحو: رأيت أسدا يرمي.
= الضوء عن الليل، بكشط الجلد عن نحو الشاة: بجامع ترتب ظهور شيء على شيء في كل، واستعير الفظ المشبه به وهو «السلخ» للمشبه، وهو كشف الضوء واشتق من «نسلخ» بمعني نكشف، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية. ومثال ما إذا كان الطرفان حسيين، والجامع بعضه حسي، وبعضه عقلي. قولك رأيت بدرا يضحك، تريد شخصا مثل «البدر» في حسن الطلعة وعلو القدر. حسن الطلعة حسي. وعلو القدر عقلي، ومثل ما إذا كان الطرفان عقليين ولا يكون الجامع فيهما إلا عقليا، كباقي الأقسام. قوله تعالى: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} فإن المستعار منه «الرقاد» أي. النوم والمستعار له الموت والجامع بينهما عدم ظهور الأفعال الاختيارية (والجميع عقلي)، وإجراء الاستعارة: شبه الموت بالنوم بجامع عدم ظهور الفعل في كل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية، وقال بعضهم عدم ظهور الفعل في الموت أقوى. وشرط الجامع أن يكون في المستعار منه أقوى، فليجعل الجامع هو «البعث» الذي هو في النوم أظهر، وقرينة الاستعارة أن هذا الكلام كلام الموتى، مع قوله: {هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} وعلى هدا يقال: شبه الموت بالرقاد، بجامع عدم ظهور الفعل في كل. واستعير الرقاد للموت واشتق منه «مرقد» اسم مكان ارقاد بمعني قبر اسم مكان الموت، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، ومثال ما إذا كان المستعار منه حسيا، والمستعار له عقليا قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ} فإن المستعار منه كسر الزجاجة، وهو أمر حسي، باعتبار متعلقه والمستعار له التبليغ جهرا والجامع التأثير الذي لا يمكن معه رد كل منهما إلى ما كان عليه، أي: أظهر الأمر إظهارا لا ينمحي كما أن صدع الزجاجة لا يلتئم وإجراء الاستعارة: شبه التبليغ جهرا، بكسر الزجاجة، بجامع التأثير الشديد في كل واستعير المشبه به وهو «الصدع» للمشبه وهو التبليغ جهرا، واشتق منه اصدع بمعنى بلغ جهرا، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، ومثال ما إذا كان المستعار منه عقليا، والمستعار له حسيا قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ} فإن المستعار له كثرة الماء كثرة مفسدة وهي حسية، والمستعار منه التكبر، والجامع الاستعلاء المفرط، وهما عقليان وإجراء الاستعارة، شبهت كثرة الماء المفرطة بمعني الطغيان وهو مجاوزة الحد، بجامع الاستعلاء المفرط في كل. واستعير لفظ المشبه به. وهو الطغيان للمشبه وهو الكثرة المفرطة، واشتق منه طغي بمعني كثر كثرة مفرطة على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.