المبحث الحادي عشر في المجاز المرسل المركب
  ١ - منها: التّحسّر وإظهار التأسف، كما في قول الشاعر: [الكامل]
  ذهب الصبا وتولت الأيام ... فعلي الصبا وعلى الزّمان سلام
  فإنه وإن كان خبرا في أصل وضعه، إلا أنه في هذا المقام مستعمل في إنشاء التحسر والتحزن على ما فات من الشباب.
  وكما في قول جعفر بن علبة الحارثي: [الطويل]
  هواي مع الرّكب اليمانين مصعد ... جنيب وجثماني بمكة موثق
  فهو يشير إلي الأسف والحزن الذي ألم به من فراق الأحبة، ويتحسّر على ما آل إليه أمره، والقرينة على ذلك حال المتكلم، كما يفهم من الشطر الثاني في قوله هواي، الخ.
  ٢ - ومنها: إظهار الضعف، كما في قوله، [الخفيف]
  ربّ إني لا أستطيع اصطبارا ... فاعف عنّي يا من يقيل العثارا
  ٣ - ومنها: إظهار السرور، نحو: كتب اسمي بين الناجحين.
  ٤ - ومنها: الدعاء، نحو: نجّح اللّه مقاصدنا، أيها الوطن لك البقاء.
  وثانيا: في المركبات الإنشائية كالأمر، والنهي، والاستفهام، التي خرجت عن معانيها الأصلية، واستعملت في معان أخر: كما في قول المصطفى عليه الصلاة والسّلام: «من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». إذ المراد «يتبوأ مقعده» والعلاقة في هذا السّببيّة والمسببية لأن إنشاء المتكلم للعبارة سبب لإخباره بما يتضمّنه، فظاهره أمر، ومعناه خبر.