(3) الاستطراد
  والثاني: كقول البحتري [الكامل]
  فسقى الغضا والسّاكنيه وإن هم ... شبّوه بين جوانحي وضلوعي
  الغضا: شجر بالبادية، وضمير ساكنيه أولا راجع إلى الغضا، باعتبار المكان وضمير شبوه عائد ثانيا إلى الغضا بمعنى النار الحاصلة من شجر الغضا، وكلاهما مجاز للغضا.
(٣) الاستطراد
  الاستطراد: هو أن يخرج المتكلم من الغرض الذي هو فيه إلى غرض آخر لمناسبة بينهما، ثم يرجع فينتقل إلى إتمام الكلام الأول، كقول السموأل: [الطويل]
  وإنا لقوم لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول
  يقرّب حب الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
  فسياق القصيدة، للفخر بقومه، وانتقل منه إلى هجو قبيلتي عامر وسلول ثم عاد إلى مقامه الأول، وهو الفخر بقومه، وكقوله: [البسيط]
  لنا نفوس لنيل المجد عاشقة ... فإن تسلت أسلناها على الأسل
  لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
= وقال الآخر في الدعاء، أقر اللّه عين الأمير وكفاه شرها. وأجرى له عذبها وأكثر لديه تبرها، وكقول الشاعر: [الوافر]
رحلتم بالغداة فبت شوقا ... أسائل عنكم في كل ناد
أراعي النجم في سيري إليكم ... ويرعاه من البيدا جوادي