تطبيق عام على البديع المعنوي
  في هذا الكلام تورية، مهيأة بلفظ قبلها، فإن ذكر «الحسين» لازم لكون يزيد اسما بعد احتمال الفعل المضارع المورى عنه.
  حماة في بهجتها جنة ... وهي من الغم لنا جنّه
  لا تيأسوا من رحمة اللّه فقد ... رأيتم العاصي في الجنة
  [السريع]
  في هذا الكلام تورية مرشحة، فإن ذكر الرحمة ترشيح للفظ العاصي المورى به الذي هو من العصيان، والمورى عنه النهر المعروف الذي عبر حماه.
  فإن ضيعت فيه جميع مالي ... فكم من لحية حلقت بموسى
  [الوافر]
  فيه التورية المرشحة، بذكر اللحية والحلق، وهما يناسبان المورى به وهو «موسى الحديد» والمورى عنه الاسم المذكور.
  يا عذولي في مغن مطرب ... حرك الأوتار لمّا سفرا
  لم تهز العطف منه طربا ... عندما تسمع منه وترا
  [الرمل]
  فيه تورية في لفظ وترا فإن معناه البعيد المراد هو الرؤية، والقريب أحد الأوتار ولفظ تسمع هيأ قوله وترا للتورية.
  سألته عن قومه فأنثنى ... يعجب من إفراط دمعي السخي
  وأبصر المسك وبدر الدجى ... فقال ذا خالي وهذا أخي
  [السريع]
  فيه تورية في لفظ خالي فمعناه البعيد المراد، النقطة السوداء في الخد، والقريب أخ الأم، ولفظة أخي هي التي هيأت خالي للتورية وهي بعيدة.