جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في الاستفهام

صفحة 75 - الجزء 1

  ويمتنع أن يذكر مع همزة التصديق معادل كما مثّل. فإن جاءت أم بعدها قدّرت منقطعة⁣(⁣١) وتكون بمعنى (بل):

  ولست أبالي بعد فقدي مالكا ... أموتي ناء أم هو الآن واقع

  [الطويل]

  ونحو: [الكامل]

  هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميت لا ينطق؟

هل

  يطلب بها التصديق فقط، أي معرفة وقوع النسبة. أو عدم وقوعها لا غير، نحو هل حافظ المصريّون على مجد أسلافهم؟

  ولأجل اختصاصها بطلب التصديق لا يذكر معها المعادل بعد أم المتصلة، فلذا.

  أ - امتنع هل سعد قام أم سعيد؟ لأنّ وقوع المفرد وهو سعيد بعد أم الواقعة في حيز الاستفهام دليل على أنّ أم متصلة. وهي لطلب تعيين أحد الأمرين، ولا بد حينئذ أن يعلم بها أولا أصل الحكم. وهل لا يناسبها ذلك، لأنها لطلب الحكم فقط، فالحكم فيها غير معلوم، وإلّا لم يستفهم عنه بها، وحينئذ يؤدّي الجمع بين هل وأم إلى التناقض. لأنّ هل تفيد أن السّائل جاهل بالحكم لأنها لطلبه. وأم المتصلة: تفيد أنّ السّائل عالم به، وإنما يطلب تعيين أحد الأمرين - فإن جاءت أم كذلك، كانت منقطعة بمعنى بل التي تفيد الإضراب نحو:

  هل جاء صديقك أم عدوك.


(١). أي: ولا بد من وقوع الجملة بعد أم المنقطعة. فإن وقع بعدها مفرد قدر بجملة نحو أحضر الأمير أم جيشه، أي بل حضر جيشه.

واعلم أنه تلخص مما تقدم أن همزة التصور إن جاء بعدها «أم» تكون متصلة. وأن همزة التصديق أو هل:

إن جاء بعدهما «أم» قدرت منقطعة وتكون بمعنى بل.