المبحث الخامس في النداء
تنبيهات
  الأول: يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض كثيرة، أهمها:
  ١ - التفاؤل: نحو «هداك اللّه لصالح الأعمال.» كأنّ الهداية حصلت بالفعل فأخبر عنها، ونحو: وفقك اللّه.
  ٢ - والاحتراز عن صورة الأمر تأدّبا واحتراما، نحو رحم اللّه فلانا ونحو: ينظر مولاي في أمري ويقضي حاجتي.
  ٣ - والتنبيه على تيسير المطلوب لقوة الأسباب. كقول الأمير لجنده: «تأخذون بنواصيهم وتنزلونهم من صياصيهم».
  ٤ - والمبالغة في الطلب للتّنبيه على سرعة الامتثال. نحو: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ}[البقرة: ٨٤]. لم يقل لا تسفكوا، قصدا للمبالغة في النهي، حتى كأنهم نهوا فامتثلوا ثم أخبر عنهم بالامتثال.
  ٥ - إظهار الرّغبة: نحو قولك في غائب: رزقني اللّه لقاءه.
  الثاني: يوضع الإنشاء موضع الخبر لأغراض كثيرة.
  أ - منها: إظهار العناية بالشيء: والاهتمام بشأنه كقوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٢٩].
  لم يقل: وإقامة وجوهكم، إشعارا بالعناية بأمر الصلاة لعظيم خطرها، وجليل قدرها في الدّين.
  ب - ومنها: التّحاشي والاحتراز عن مساواة اللاحق بالسابق. كقوله تعالى: {قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ}[هود: ٥٤ - ٥٥] لم يقل: وأشهدكم تحاشيا وفرارا من مساواة شهادتهم بشهادة اللّه تعالى.
  الثالث: الإنشاء كالخبر في كثير ممّا ذكر فيه، ومما سيذكر في الأبواب التالية من الذكر والحذف وغيرهما.